أقلامهم

المليفي يتساءل بعد تعيين المحمد رئيسا ماذا بعد؟

 احمد المليفي

 

 

بعد أن كلف سمو الأمير سمو الشيخ ناصر المحمد رئيسا لمجلس الوزراء لينهي بذلك جدلا واسعا حول شخصية من سيدير مجلس الوزراء للمرحلة المتبقية القادمة. اعتقد اننا يجب ان نطرح سؤالا مهما وهو ماذا بعد؟ 

وقبل الاجابة عن هذا السؤال نهنئ الشيخ ناصر المحمد على هذا التكليف متمنين له التوفيق والسداد في المرحلة المتبقية والتي لا شك انها مرحلة صعبة وخطيره سواء على الوضع الداخلي او الخارجي. فعلى صعيد الوضع الداخلي هناك خلاف فكري طائفي وقبلي اخذ ينخر في صفوف الوحده الوطنية ممزقا نسيجها الاجتماعي، مفرقا بين اطياف المجتمع الواحد بصورة لم تشهدها البلاد من قبل واخشي ان يستمر لهيبها وتسقط آثارها على الجيل القادم فيترعرع على أنغامها فتكون طبعا يغلب كل تطبع، ونهجا لا يمكن الخلاص منه ونعرف جيدا اخطار ذلك. 

كما ان التنمية مازالت تسير ببطء شديد لا يكاد يشعر به المواطن حتى تسلل اليأس الى قلبه والقنوط الى عقله واخشى ان يتحول الى كتلة جسدية لا مكان للروح التي تدفع نحو العمل والتفاني فيها.

كما ان المنطقة تعيش على صفيح ساخن تحتاج الى الدقة في اتخاذ القرار والحكمة في التعامل معه وهذا لن يتحقق ونار الخلاف في الداخل مستعرة فيطغى الداخل على الخارج او العكس. 

لذلك اعتقد انه آن الاوان بأن نرفع شعار التصالح والتسامح لا من اجل طرف على حساب آخر بل من اجل الكويت دولة وشعباً. حملة التصالح والتسامح يجب ان يتحمل عبء نجاحها كل الاطراف دون استثناء وعلى الجميع التحرك الى منطقة الوسط للتفاهم على الحد الادنى من القضايا لتكون اساسا للتعاون القادم. البلد اليوم يحتاج الى العقل في التعامل والحكمة في الخلاف والرقي في الاختلاف فلا تفريط في التعاون ليتحول الى تهاون. ولا افراط في الخلاف ليتحول الى ازمة في التعامل. 

البلد محتاج في هذه المرحلة الى حكماء يمارسون وضع الكمادات الباردة على اوضاعنا السياسية الساخنة.