أقلامهم

موجها حديثه لأحمدي نجاد يقول عوض المطيري: إن كان لإيران من عدو فهو بلاشك في طهران وليس في الكويت

عوض شقير المطيري

ايران والخوف !

هناك ثماني دول تشارك دول مجلس التعاون الجوار الجغرافي بشقيه البري والبحري، ومع ذلك، وحدها إيران من بين سائر دول الجوار، تعتقد بأن دول مجلس التعاون تتآمر عليها! وربما هذا ما دفع بها إلى زرع شبكاتها الاستخبارية في منظومة دول المجلس، وهي حال لا يمكن تفسيرها إلا بقراءة الواقع الإيراني الذي يؤكد أن إيران لم تستقر إلى الآن سياسياً، على الرغم من مرور أكثر من 32 عاماً على ولادة دولة الثورة، التي اتهم العالم بالتآمر عليها، واتهمت دول الجوار بالتآمر عليها، حتى وصلت سلسلة الاتهامات إلى الشعب الإيراني نفسه، الذي اتهم بالتآمر عليها في الانتخابات الرئاسية الأخيرة! فتحولت دولة الثورة، بسبب هاجس الخوف الذي يطاردها، إلى دولة مرعوبة، لا تعرف كيف تبني علاقة جيدة مع الآخرين، فالخوف الذي تعيشه دولة الثورة في إيران، تحول مع مرور الأيام إلى ما يشبه الفوبيا أو الخوف غير المنطقي، وهو خوف يمكن تلمسه في كل مفاصل الدولة الإيرانية، ولم يسلم منه حتى الاقتصاد الإيراني الذي وجه إلى صناعة الترسانة العسكرية.

فالدبلوماسية الإيرانية لا ترى في الآخر إلا أنه عدو يتآمر على منجزات الثورة، التي أعظم ما فيها هو تحويل إيران الى دولة حرب على حساب الشعب الإيراني الجائع هناك، كما أن ادعاءات إيران بالقوة والعظمة وتهديداتها التي لم تسلم منها سحب سماء طهران.. لا يمكن أن نبرئ منها عامل الخوف.. ولعل آخر ضحايا الخوف الذي تعاني منه إيران هو علاقة الجوار الطيبة التي كنا نظن بأنها تربطنا مع إيران.. فشبكة التجسس الإيرانية التي كشف عنها في الكويت لا يمكن أن ينفي حقيقة وجودها تساؤل الرئيس الإيراني السيد أحمدي نجاد «ماذا يوجد في الكويت، حتى نتجسس عليها؟!» فهذا السؤال يفترض أن تجيبنا عنه إيران لا الكويت.

أما وقد عرفتم الحقيقة مثلما تبين لنا من سؤالك يا فخامة الرئيس، فنحن بدورنا نسألك: لماذا تجسستم علينا؟! هل تبحثون عن أعداء؟! ليس لدينا أعداء لا لإيران ولا لغير إيران، وإذا كان هناك من عدو حقيقي لإيران ومصالحها تودون معرفته من خلال شبكات التجسس التي تزرعونها هنا وهناك، فهو بالتأكيد موجود في طهران وليس في أي مكان آخر في العالم!