أقلامهم

الشعب السوري قال كلمته ولا عزاء للطغاة والظلمه .. هكذا يرى داوود البصري المشهد في سوريا


داوود البصري

 النظام السوري بين الترقيع والإرهاب الدموي الشامل

 وحبر قرارات الترقيع الرئاسية لم يجف بعد , أطلق قادة النظام الاستخباري السوري العنان لكلابهم المتوحشة لمهاجمة الجماهير السورية العزلاء المنادية بالحرية و الساعية لإنهاء سواد الديكتاتورية وجحيم الإستبداد المخيمين على سورية منذ نحو النصف قرن من الزمان تبدل خلالها العالم بأسره ولم يتغير أبدا هذا النظام الجاثم على صدور الشعب السوري بل زاد توحشا و إرهابا و إنفلاتا في زمن الحريات الكونية وفي عصر الجماهير وحقوق الإنسان , لقد تردد النظام السوري وهو يسحق بآلته القمعية و الإستخبارية المعدة أصلا لسحق الشعب السوري وليس أي عدو  آخر في تحقيق المطلب الأول لجماهير الحرية وهو إلغاء حالة الطوارئ غير الشرعية ولا القانونية التي أعلنها نظام البعث الإنقلابي في 8 مارس 1963 أي قبل ولادة الرئيس الحالي! رغم أن أحكام و متبنيات ذلك القانون الإرهابي القمعي قد سقطت عمليا و ميدانيا مع كسر الجماهير السورية لحالة الخوف و التردد و التهيب من مواجهة كلاب السلطة و ذئابها و مجرمي البعث الفاشي و أدواته الدموية , ولكن رأس النظام السوري الذي كان يضحك بملء شدقيه وهو يستخف بآلام و دماء و تضحيات عائلات الشهداء يخشى من رفع قوانين العصور الوسطى الإرهابية لكونه يعلم علم اليقين ان ذلك يشكل الخطوة العملية ألأولى لإنهاء حكم البعث النافق و للتخلص من الحالة الشاذة في سورية , فأتخذ سلسلة من الإجراءات الترقيعية كتجنيس البعض من الأكراد المحرومين , وفصل بعض مجرمي النظام و إطلاق سراح النزر اليسير من المعتقلين و الإبقاء على آلاف المعتقلين الآخرين وراء جدران الصمت و مقابر الزنازين السرية مع البدء بتنفيذ خطة إستئصالية و تدميرية معروفة عن الفكر البعثي الإرهابي والتي تعتمد عناصرها على هدم المعبد على رؤوس الجميع إن وصلت السكين الشعبية إلى رقبة النظام الطويلة جدا..! أي البدء بتفعيل ملف الفتنة الطائفية و الدينية و العشائرية وهو الأمر الذي أدركته الجماهير السورية بحسها الإنساني و بمعرفتها الدقيقة بخبايا و طبيعة التفكير الإرهابي و التخريبي للنظام , رأس النظام لم يعتذر أبدا لشعبه عن جريمة عناصره و مجرميه من أهل المخابرات بتصفية الشباب السوري المنتفض في شوارع المدن السورية لأنه يعلم بأنه سيحصد رؤوس المزيد من أحرار سورية و الذين مع سقوط كل شهيد تسقط صخرة من جدار نظام الإرهاب الإستخباري الشامل و ينقطع طريق العودة نهائيا على الفاشيين و يتحدد مصيرهم على يد أبناء الشعب الثائر المنتفض الذين سيرسمون في النهاية المصير النهائي للنظام وخارطة الطريق المستقبلية لبناء سورية الحرة الشامخة  القوية بشعبها المكافح الذي يسخر من الموت لتوهب له الحياة , سيستمر نظام الإرهاب البعثي السوري في السير في طريقه و تراث الآباء الذين نشروا الدماء العبيطة في أرجاء الوطن السوري وزرعوا و أسسوا لقلاع السجون الرهيبة ولمعامل التعذيب و رسموا طريق البعث المتوحش في إذلال الشعب و الدوس على جراحه و السخرية من معذبيه , فالشعب السوري في إنتفاضته المستمرة الحالية قد وضع كفنه على يديه وقرر معاقبة المعتدي و مساءلة المجرم تمهيدا لمحاكمته التاريخية القريبة والتي لن يطول أوان إنتظارها , قلناها ونقولها دائما إن الشعب السوري الحر على موعد مقدس مع التاريخ , وإن أفواج الشهداء الذين سقطوا أو الذين سيسقطون هم المادة الحقيقية و الفعلية لنهاية ذلك النظام البشع و المسلح حتى الأسنان بما يفتك بالشعب الحر و بما يحقق الحماية و الأمن و السلام لسادته في تل أبيب الذين باع لهم الجولان قبل أن يبيع الإسكندرون للذئاب الطورانية الرمادية , وقبل أن يبيع كل شيء في سورية من أجل سلطة غاشمة وعرش ستكون نهايته مزبلة التاريخ و لعنة الأحرار , سيستمر نظام دمشق في القتل و الترهيب وزرع الفتنة ولكن دعاياته السخيفة حول المؤامرة الدولية و الإقليمية المزعومة قد إنهارت بالكامل و ثبت سقمها , فالشباب الحر الذي يبذل دماءه رخيصة في ساحة المعركة مع الفاشية البعثية و السلطة العشائرية المختلفة ليس مادة للبيع والشراء وهو أكرم و أعز كثيرا من تفاهات و سماجات و سخافات و نكت بايخة يتحدث بها رأس النظام الذي فقد القدرة على التمييز بين الحق و الباطل , وبين الواقع و الأوهام , لقد تمكن الشعب السوري من إسقاط وتعرية وفضح نظام البعث الفاشي في يوم ولادته العجفاء , وبرهن ميدانيا على أن ذلك الحزب بقيادتيه القومية والقطريةوبفروعه و شعبه و تفرعاته ليس سوى مطية لحكم شمولي متخلف وبيته أوهن من بيت العنكبوت , وسيطرد من التاريخ والذاكرة السورية مشيعا باللعنات , الشعب السوري الحي قد حدد معالم الطريق نهائيا و نهاية نظام القمع و التعذيب و القتل الشامل قد بانت معالمها و توضحت إرهاصاتها , الحرية لن تهزم أبدا , و الطغاة مهما تفرعنوا و تسلحوا و تمسكوا بحصونهم فإنهم مجرد فئران في ساعات المواجهة التاريخية الحاسمة , الحرية لسورية وشعبها الحر الأصيل و المجد للشهداء الذين دفنوا النظام تحت ركام فضائحه و إرهابه..

الشعب السوري الحر قد قال كلمته الفاصلة ولاعزاء للقتلة و المجرمين وهم يحفرون قبورهم بأيديهم المغمسة بدماء الأحرار.