أقلامهم

ناجي الزيد: لاأحد وأكرر لا أحد يفهم ماذا يجري في الساحة السياسية..

ناجي سعود الزيد

ملينا من التحلطم

أسئلة عدة تدور في مخيلتي، ومنها:

ما المستجدات بعد استقالة الحكومة؟

وماذا سيتغير في البلاد من خلال التشكيل الجديد؟

ومن سيأتي كوزير جديد؟ ومن سيبقى من الحكومة الحالية؟

وما انعكاس ذلك على الجو السياسي والاجتماعي؟

أعتقد أنه لن يتغير شيء.. صدقوني، نحن نعيش يومنا كأمسنا وكغدنا، لا ولن يتغير شيء، سنسمع عن خلافات ونزاع بين أبناء الشيوخ. 

والمطالبون برحيل الشيخ ناصر المحمد لم يتحقق حلمهم وعادوا إلى نغمة الاستجواب قبل أن يصدر مرسوم تعيين سموه رئيسا، لذلك سيستمر الشحن وستستمر النزعات الطائفية والقبلية، وستبدأ الاستجوابات المتشنجة من جديد، مما يعني أنه كان من الأفضل بقاء الحكومة السابقة ومواجهة الاستجوابات.

ليس من المعقول أن يبقى البلد مشلولاً اقتصادياً وسياسياً وفكرياً ولا أحد، أكرر لا أحد، يفهم ماذا يدور، ولم نسمع تصريحاً مسؤولاً واحداً يؤصل ثقتنا بالحكومة القادمة، لذلك هناك إحباط ولا مبالاة إلى آخر درجة وعلى جميع المستويات، نعيش مستنقعاً بل مستنقعات من الفساد وانعدام الضمير، وكل ما تفعله الحكومات المتعاقبة هو «السكوت» وما يفعله المواطنون هو «التحلطم» وليس بيدهم أكثر من ذلك.. فإلى متى نبقى هكذا؟ وإلى متى تترك الحال كما هي؟

أليس هناك حكماء في البلد؟ أليس هناك من يفكر في كسب ثقة المواطن الذي بدأ يشعر بالخوف وعدم الرؤية الواضحة لمستقبل هذا البلد؟

لدينا أعداد هائلة من الحكماء والمثقفين والمتعلمين والعلماء، فلماذا هم مهمشون؟ ولماذا يستمر أي مسؤول سواء أكان رئيساً للوزراء أو وزيراً في تجميع المستشارين أنفسهم، ومعظمهم ـ كما ثبت من التعامل مع الأحداث ـ عالة على المنصب، وهمهم الرئيسي مصالحهم الخاصة؟ البلد يعج بالمفكرين والعلماء.. فلماذا يُستبعدون ويقرب المداهن ومن عفى عليه الزمن؟!

لابد أن هناك حلاً لهذا الشلل، وليبدأ سمو رئيس الوزراء ليس بتغيير بعض أو كل وزرائه فقط، بل يجب أن يحيط نفسه بمن هو أمين وصادق وخبير، وليكن مثلاً يحتذي به بقية الوزراء والقياديين، فتدوير المستشارين أمر ضروري، على الأقل لتنوع وجهات النظر.