د. وائل الحساوي
نسمات / كن… «فيديرالي»
تعجبت من تصريح النائبة الفاضلة سلوى الجسار بأن قضية الاتحاد الكونفيديرالي الخليجي هي قضية حساسة ويجب عدم الخوض فيها في هذا التوقيت بالذات، وان من يطرحها في هذا الوقت لا توجد لديهم قراءة واقعية وصحيحة لتداعيات الظروف الاقليمية!
ووجه عجبي هو ان هذا الوقت هو انسب الأوقات لطرح هذه القضية المهمة لا سيما ونحن نشاهد التهديد الإيراني ماثلا أمامنا ويكاد يبتلع بعض دول الخليج متى ما سنحت له الفرصة بذلك، فقد كشفت احداث البحرين حجم التآمر الإيراني الذي اصيب بالذهول عندما رأى دول الخليج تتدخل لمساندة البحرين مما لم يحسب له حساب.
كذلك فقد تكشفت الحقائق حول شبكة التجسس الايرانية التي لم تكتف بالتجسس على المواقع الامنية الحساسة في الكويت بل وتخطتها الى محاولة زرع المتفجرات في المنشآت النفطية، وبدلا من ان تعتذر ايران من الكويت فقد قابلت كل ذلك ببجاحة وتحد واضح وتهديد ظاهر ومبطن ان لم يكن ذلك هو الوقت المناسب لطرح الكونفيديرالية الخليجية فما هو الوقت المناسب؟ وهل ننتظر حتى تبتلع ايران وغيرها دولنا قطعة قطعة وزنقة زنقة؟!
ان الدعوة الى الكونفيديرالية في تصوري هي اقل ما يجب علينا فعله، والواجب هو الدعوة الى الفيديرالية حيث نكون دولة واحدة برئيس واحد وجهاز مركزي واحد من جيش وشرطة وسياسة خارجية وبرلمان، بينما يكون لكل دولة من دول الخليج تنظيمها الداخلي المستقل لإدارة شؤونها الداخلية كما هو نظام الولايات المتحدة الأميركية. ان مشكلتنا الرئيسية هي اننا لا نزال لا ندرك التغيرات التي تجري في عالمنا المعاصر والزلازل السياسية المدمرة التي تجتاح معظم دول العالم، ولا ندرك بأن عصر الدول «الترانزستر» قد ولّى الى غير رجعة، وان العالم لا يحترم الضعفاء، ولا نزال نعتقد بأن اعداءنا سيحترموننا فقط لأننا نحسن الظن بالجميع ونريد تحقيق المحبة والسلام معهم!
لئن كان بعض الحكام لا يريدون تلك الوحدة لخوفهم من فقدان ملكهم ونفوذهم، لكن كيف نبرر عقيدة كثير من افراد الشعب بعدم جدوى الاتحاد مع الآخرين وان لدينا المبررات الكافية للعزلة عن الآخرين وحماية أنفسنا؟!
ان من يفكر بروح الانعزالية كان يتعجب عندما تكلم الاوروبيون عن النظام الاوروبي الموحد وتساءل: وماذا تستفيد اوروبا من ذلك النظام ودولها اقوى دول العالم، وكيف ستحققه برغم الاختلافات الشديدة بينها؟! ثم شاهدنا خلال سنوات كيف تحقق نظام قوي متكامل صهر دول اوروبا في بوتقته وانطلق ليكتسح العالم ويحقق حلم اكبر دولة عظمى على وجه الارض. ان النظام الاوروبي تحقق بقناعة الشعوب وطموحها نحو الكمال فجذب اليه الانظمة الحاكمة، وواجبنا نحن شعوب الدول الخليجية ان يكون لدينا هذا الحلم وان نضغط على حكامنا ليتبنوه لا ان نكون نحن العائق امام تحقيقه.
حلول النائب الدويسان
هنالك حل اسهل لمشاكلنا ولا يتطلب كونفيديرالية وهو ان نردد ما قاله النائب الفذ فيصل الدويسان من ان تجسس ايران على الكويت هو امر عادي، فإسرائيل تتجسس على الولايات المتحدة ولا يسبب ذلك اي حساسية.
واضيف على ما قاله النائب الفذ: وما المشكلة في ان ننسخ اسرارنا العسكرية والمدنية على (CD) ثم ننشرها في شبكة الانترنت، فالعولمة هي رمز التقدم، وما المشكلة في ان نفتح حدودنا لكل من يريد الدخول او الخروج دون مراقبة، فهذه هي الروح الانسانية التي تتميز بها الكويت، ولماذا لا ندير خدنا الايسر لمن يضربنا على خدنا الأيمن، وعاشت روح الوطنية الدويسانية!
أضف تعليق