عربي وعالمي

بعد صعوبة الحل العسكري للأوضاع
معارك شرسة في ليبيا.. وروسيا ترفض عقد قمة طارئة

عبرت روسيا عن رفضها عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي بشأن ليبيا رغم الطلب الذي تقدمت به طرابلس لمناقشة ما قالت إنها محاولة اغتيال للعقيد معمر القذافي، فيما واصلت القوات الدولية شن غارات جوية على العاصمة بالتزامن مع استمرار المعارك حول مدينتي مصراتة والزنتان.
وقال نائب وزير الخارجية الروسية غوينادي غاتيلوف إن بلاده لا تعتزم دعوة مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة بشأن ليبيا رغم الطلب الذي قدمته طرابلس.
وأضاف غاتيلوف في تصريحات نقلتها وكالة ايتار تاس الروسية أن بلاده لا تنوي كذلك حتى الآن إرسال مراقبين إلى ليبيا.
ومن ناحيته قال السفير الأميركي في طرابلس الذي استدعته واشنطن جين غريتس إن الخوف هو العنصر الرئيسي الذي يمنع المزيد من المسؤولين الليبيين من الانشقاق عن نظام القذافي.
وكانت الأسابيع الأولى لبداية النزاع في ليبيا قد شهدت انشقاق العديد من المسؤولين والوزراء عن نظام القذافي وأبرزهم وزير الخارجية موسى كوسا وقد انضم بعضهم إلى المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار ويتخذ من بنغازي مقرا له.
وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما قد أمر رسميا أمس الأول الثلاثاء بتقديم مساعدة غير عسكرية طارئة بقيمة 25 مليون دولار للمجلس الوطني الانتقالي كما سمح بمشاركة الطائرات بدون طيار في العمليات العسكرية الجارية في ليبيا.
يذكر أن الولايات المتحدة قد سمحت مؤخرا بشراء النفط من الثوار الليبيين وأجازت الخزانة الأميركية بموجب مرسوم للشركات الأميركية شراء “النفط والغاز والمنتجات النفطية المصدرة من ليبيا تحت إشراف المجلس الوطني الانتقالي” بشرط أن تقوم هذه الشركات بإبلاغ الخزانة بالآمر وتقدم إثباتا يؤكد أن هذه الصفقات لا تفيد أي وسيط من الدولة الليبية بأي شكل من الأشكال.
ومنذ عدة أيام، يلاحظ سكان المناطق الغربية في ليبيا تراجع المعارك هناك الأمر الذي يعزيه الثوار إلى الضرر الكبير الذي لحق بقدرات قوات القذافي جراء القصف الكثيف الذي تنفذه طائرات حلف شمال الأطلسي.
وفي هذه الأثناء، دوى انفجار عنيف في طرابلس اليوم الخميس بعد تحليق لطائرات حلف شمال الاطلسي، كما ذكر شهود عيان في العاصمة الليبية.
وقال الشهود إن هذا الانفجار جاء عقب أربعة انفجارات أخرى في منطقة شرق طرابلس التي تضم معسكرا ليبيا للمضادات الجوية.
وإلى الغرب من طرابلس، واصلت القوات الموالية للقذافي المعارك حول مدينتي مصراتة والزنتان الرئيسيتين بعد تراجعها السابق أمام المتمردين.
وتتواصل المعارك في منطقة مطار مصراتة الذي يقع على بعد عدة كيلومترات غربي المدينة حيث يتمركز عدد كبير من قوات القذافي، بحسب الثوار.
وتحدث سكان في المنطقة عن تفاقم الأوضاع الإنسانية في المخيمات التي امتلأت بالأجانب الذين يحاولون الرحيل.
وقال السكان إن المستشفيات تعاني صعوبة في معالجة جميع الجرحى بسبب نقص المعدات الطبية وسط ارتفاع أعداد الضحايا حيث تحدث البعض عن مقتل آلاف الأشخاص منذ بداية النزاع في 15 فبراير الماضي.
وفي مكان آخر، قال شاهد عيان إن مقاتلي المعارضة الليبية انسحبوا نحو معبر حدودي مع تونس يوم الخميس بعدما تقدمت قوات الزعيم الليبي معمر القذافي باتجاههم.
وقال مواطن تونسي في معبر الدهيبة/وازن الحدودي الذي يسيطر عليه المعارضون منذ الأسبوع الماضي إن مسافرين ومسؤولي حدود تونسيين تركوا المعبر تحسبا لوصول قوات القذافي.
وقال معارض على الحدود طلب عدم ذكر اسمه “إننا في حالة تأهب، ولدينا معلومات أن قوات القذافي تقترب.”
وسيطر مقاتلون في المعارضة الليبية من منطقة الجبل الغربي الليبية على المعبر الحدودي الأسبوع الماضي ووسعوا منذ ذلك الحين نطاق سيطرتهم لتشمل نحو عشرة كيلومترات داخل الأراضي الليبية.
ومن ناحيتها أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن نحو 30 ألف ليبي قد فروا من المنطقة الجبلية على الحدود مع تونس.
وبحسب أرقام المفوضية فقد فر أكثر من 600 ألف شخص من أعمال العنف في ليبيا منذ منتصف فبراير الماضي.