أقلامهم

شخص نافذ يمنع “كعيبر” .. ذعار الرشيدي

ذعار الرشيدي

عبدالله العتيبي ومحاكم  تفتيش الحكومة

«كعيبر» المجموعة القصصية التي اصدرها الصحافي المخضرم عبدالله العتيبي جمعت بين الفانتازيا الواقعية والسرد الذكرياتي المغلف بسولوفان حبكة قصصية جميلة.لم اقرأ ولم تجذبني مجموعة قصصية صدرت في الكويت ودفعتني لقراءتها بالكامل سوى مجموعة العتيبي والتي تخلى فيها عن جمل الحداثيين والبنيويين والتفكيكيين ولم يلف لفهم، وقدم مجموعة قابلة للقراءة بل وتحمل بين طياتها مدنا من المتعة لقرائها، لا احد يجيد فن «الفيتشر الصحافي» كما يجيده العتيبي عبدالله ولكنني ورغم معرفتي به التي تمتد على بساط 16 عاما لم اعلم انه قاص من الدرجة الاولى وهو ما اثبته من خلال 19 قصة قصيرة كتبت بنفس روائي مكثف وفي ذات الوقت سهل ممتنع.

نعم قد يجد البعض بها تجاوزا لأعراف مجتمع جبل على ادعاء المثالية، وقد يجد البعض فيها صدمة تخرج على لسانه على شكل سؤال كويتي عتيق صيغته «شلون كويتي يكتب عن الكويتيين چذيه؟» وهو سؤال يطلقه عادة كل من يعتقد اننا شعب ملائكي لا نخطئ ولا نسلك دروب المعاصي بل لا نعرفها في مدينتنا الفاضلة.

قد لا اتفق مع كل ما ورد بالمجموعة القصصية «كعيبر» ولكنني حتما اتفق مع العتيبي عبدالله في حرية التعبير التي مارسها في مجموعته، وقضية اعجبتني ام لم تعجبني تبقى في اطار الذوق العام والاختلاف في الرأي، انما المجموعة ككل تعتبر افضل عمل ادبي خرج في الكويت منذ عقد كامل، بعد ان ابتلينا بأدعياء الآدب ومتسلقي الكتابة والحاصلين على لقب «روائيين» بـ «الثرثرة».

أدعو جميع السياسيين والكتاب والصحافيين والشعراء للبحث عن انفسهم في تلك المجموعة القصصية فحتما سيجد بعضهم بعضا من ملامحه تطل من احد زوايا تلك القصص الـ 19.

وربما تجاوز عبدالله في طرحه ولكنه حتما لم يكذب.

الامر المريب فيما يخص مجموعة «كعيبر» ان وزارة الاعلام منعت تداول الرواية وامرت بسحبها من الاسواق وبحسب ما وصل مؤلفها وهو الصحافي المخضرم ان المنع جاء بأمر من شخص نافذ بالحكومة وفي حال تأكدت المعلومة فهو لا يعني سوى امر واحد: اننا عدنا الى عصر محاكم التفتيش.

قرأت المجموعة ولم اجد بها ما يخالف ايا من بنود قانون المطبوعات والنشر، ولكن يبدو لي انه يخالف بنود قانون المطبوعات والنشر «الخفي».