أقلامهم

الدعيج:بيانات “كافي” لا تكفي

عبداللطيف الدعيج 

ليس بكاف

مجلس النواب في مملكة البحرين اقر اقتراحا بوجوب المسارعة في تنفيذ الوحدة الخليجية، رئيس المجلس هناك يدعو الى تنفيذ الكونفيدرالية بين دول الخليج. في الوقت نفسه حكومة البحرين تمنع رسل الانسانية الكويتية من دخول البحرين وتحرم الطلبة الكويتيين من مواصلة دراستهم هناك. السؤال: هل يريدون الاتحاد مع الشعب الكويتي ام مع فئة معينة.؟ ام ان الوحدة على الطريقة الخليجية السلفية هي وحدة مذاهب وليست وحدة دول أو شعوب.؟!!

***

حركة « كافي» الناشئة اصدرت قبل ايام بيانا خلا من كلمة «دستور» أو دعاوى الحفاظ عليه التي اعتدنا عليها في خطابات ونشرات المجاميع السياسية. وخلا البيان ايضا من الآيات القرآنية التي اعتادت «كافي» والقيادات السياسية هنا ان تدشن بها خطبها السياسية. على النقيض من كل ذلك وردت كلمة «الديموقراطية» في بيان «كافي» ثلاث مرات تم ربطها فيه بـ«الحقيقية» و«الحرة» والكويت بالمتقدمة. تطور «ديموقراطي وحقيقي» يبشر بالخير ونتمنى ان يكون اصيلا وثابتا.

هذه الاصالة والثبات نتمنى، أو بالاحرى نطالب، بان يكونا سمة ونهج اي مجموعة سياسية. فنحن مع الاسف تعودنا على نشرات وبيانات لحركات مزعومة، اغلبها على قولة زميلنا البغدادي الله يرحمه، «حركة ام نفرين». هذي الحركات ام نفرين تكتفي دائما بالمواقف السياسية وبالانضمام لموجات الرفض والتحدي القائمة من دون ان تكلف نفسها عناء توضيح نهجها وخطها السياسي العام. فلا يكفي ان تعلن حركة عن نفسها عبر دعمها – كالعادة – لقضية مال عام أو نسمع عن نشوء تنظيم سياسي من خلال بيان يتيم يطالب فيه مثل بقية «النفرات» بتنحي رئيس مجلس الوزراء أو تأييد بقائه.

الكل، من الشيخ ناصر، الذي دستوره أو دستورنا بالاحرى «في مخباته» الى مجاميع الردة الدينية، الكل يدعي الحفاظ على الدستور وتطبيقه، ولكن احدا لم يقل لنا ولن يقول لنا رأيه الحقيقي في المبادئ الديموقراطية التي وضع الدستور لصونها والنظام لحفظها. مبادئ الحرية والعدالة والمساواة هذه يعاديها بشكل فج وسافر اغلب من يدعون حماية الدستور والدفاع عن النظام الاساسي للبلد. الكل ينتهك المبادئ الديموقراطية العامة، والكل يعيث فسادا بالنظام الديموقراطي العام، في الوقت ذاته فان الجميع يدعي الحفاظ على الدستور والذود عنه.!! نريد ان نعرف ما تعنيه الحرية لـ «كافي» وغيرها، ونطالب كل نفر وليس نفرين بتوضيح حقيقي للموقف من الحقوق العامة لكل المواطنين.

الدستور ليس هو الهدف بل هو في الواقع وسيلة لتحقيق وضمان رفاهية المواطن وأمنه واستقراره. هذا ما نريد ان نعرف مواقف جماعاتنا منه. هل يسعون لخلق مواطن حر يملك خياراته الخاصة، ام عود من حزمة رعايا تتبع الرعاة، أم عبد مشغول بأمر اخراه وحسن خاتمته عن امور دنياه واحتياجاته الآنية؟