أقلامهم

جعفر رجب يدافع عن الكلاب التي تنبح وينتقد صاحب القافلة

جعفر رجب

 قافلة النباح

الزعيم القائد، الوزير، المستشار، المدير، الموظف، السياسي، المثقف…يتفقون على عبارة واحدة، بمجرد ان يسمعوا نبرة مختلفة عن صوتهم، او حديثا مخالفا لرأيهم، او هتافا ضدهم… ببساطة، كل منهم يعدل من جلسته، ويكتب او يصرح «دع القافلة تسير، والكلاب تنبح»!

يا سيدي مهما تكون، ويكون منصبك:

لعل الكلاب تتألم بسبب قافلتك التي داست على اقدامها، اوخربت بيوتها، انها تنبح تريد منك الابتعاد بقافلتك العمياء!

لعل الكلاب، رأت قافلتك، فطمعت في كرمك، تريد ان ترتوي بقليل ماء منك، او فتات زاد من قافلتك المتخمة!

لعل الكلاب تنبح لانها تريد تحذيرك من العقارب والثعابين، التي تحت اقدام راحلتك، فتصيبها وتسقطك ارضا، فما اكثر من ذل بالذباب!

لعل الكلاب تنبح محذرة من اللصوص الذين يختبئون خلف الجبال، يريدون قافلتك وراسك، الا اذا كنت انت وهم ابناء كار واحد!

لعل الكلاب تحذر جموع القافلة بان من يقودهم جبان واحمق، ولا يعرف الا قول «الى الامام» فما اغبى قوم يطيعون قائدا ارعن، ولا ينتبهون الى نباح الكلاب!

لعل الكلاب تريد الغناء ليس إلا، وبعض الغناء نباح! وها هي تنبح، فيا صاحب القافلة قف قليلا استمع الى صوت النباح لعلها تطربك!

لعل الكلاب تريد ان تنبه الى سيرك في درب خاطئ، الف عام والكلاب تنبح عليك، فمتى ستقتنع بان الكلاب لا تنبح عبثا، وانها تريد مصلحتك، هي كلاب ولكنها تعرف طريق الصحارى اكثر منك، الف عام والقافلة تسير الا يجب ان تصل؟! الم تتساءل لماذا لا تصل القافلة وما زالت تسير؟ اقول لك: لان اول القافلة تتبع آخرها، فتدور وتدور وتدور حول نفسها، والكلاب تنبح وتنبح، ويردد قائدها «دعوا الكلاب تنبح فقافلتنا تسير»… يا سيدي لقد توقف «سليمان» النبي، ليسمع همسات نملة، فتوقف للكلب قليلا واسمع!

يا سيدي، لقد «هرمنا»، ونحن نسمع صوت الرؤساء، والنواب، والوزراء، والمعلقين، والخبراء، والمذيعين والمراسلين، والمثقفين، والمشجعين، والشعراء، والمطربين… فدعنا نقف ونسمع صوت الكلاب لعلها منجاتنا!