بورتريه

بورتريه
فيروز آبادي رئيس الأركان الإيراني الطامع بخلافة نجاد

لا يختلف اثنان في إيران أو خارجها على أن الجنرال فيروز آبادي رئيس أركان الجيش الإيراني قد ترقى داخل المؤسسة العسكرية الإيرانية الخاضعة لمشيئة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي، بصورة لافتة على وقع دعم إستثنائي، ما أهّله ليكون في هذا الموقع العسكري الرفيع، وهو وضع لا يبدو مريحاً للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي يعتبر آبادي ليس كفؤاً لهذا الموقع في وقت تتهيأ فيه الجمهورية الإسلامية لأوضاع غير عادية في الإقليم، إلا أن تحفظات نجاد التي نقلها إلى داخل الدائرة الضيقة لخامنئي لم تأت أكلها، بل وأكثر من ذلك فإن المرشد الأعلى قد امتدح آبادي، ووصفه بالجنرال القوي الذي يلزم إيران راهناً على رأس المؤسسة العسكرية.

يملك آبادي ابن مدينة شيراز الإيرانية الجميلة الهادئة دراسات معمقة عن الأوضاع الداخلية في دول الخليج العربية التي تتجه لإعلان الطلاق البائن بينونة كبرى مع إيران، كما أنه يملك طموحا سياسيا لخلافة الرئيس الإيراني الحالي، في الإنتخابات المقبلة، ويتوقع المراقبون أن ييقفز الى أول خيار في قائمة خيارات وترشيحات المرشد الأعلى لهذا المنصب، ولهذا جاء تصريحه العدائي لدول الخليج من أن الخليج مُلك إيران، وهو تصريح لا بد أنه مرّ على رقابة خامنئي قبل أن يصدر. ويشيع المراقبون أولئك أن نجاد غير راضٍ عن هذا التصريح، لا من باب التهدئة والدبلوماسية التي يفتقدهما، بل لتجاوزه في التنسيق الذي يزداد وضوحاً بين خامنئي ورئيس الأركان.

تصريح آبادي سيقطع شعرة معاوية مع دول الخليج على الضفة الأخرى، بل وسينقل ملف التعامل معها من الكتف السياسية الى الكتف العسكرية، إذ غالبا ما يردد آبادي – الذي نال ترفيعات عسكرية إستثنئاية في الآونة الأخيرة – أن التعامل الأمثل مع دول الخليج هو أن تشعر تلك الدول بالخوف من إيران، وأن تبقى متوخية لخطر الإستخبارات الإيرانية.

هذا.. ويتولى آبادي ملف الإتصالات السياسية مع ألمانيا خلف الكواليس، كما أنه أحد المخولين القلائل بالتعامل مع قيادات حزب الله اللبناني الشيعي المنتشر في بعض الدول، ويرى أبادي أن الإعتداء على حزب الله هو اعتداء على إيران نفسها، رغم أن إيران لم تحرك ساكناً عندما كان حزب الله يتعرض لحرب إبادة إسرائيل في يونية عام 2006.