أقلامهم

الدعيج يعتبر كلام السفير القريني خيانة للأمانة وإساءة للذات الأميرية

عبداللطيف الدعيج 

لا تلوموه.. كويتي

مع اننا نشكر النائب محمد هايف على كشفه تورط سفيرنا في البوتان في حملة تُناقض الموقف الكويتي مما حدث ويحدث في البحرين، إلا أننا مع هذا نعيب على السيد النائب اندفاعه الى اتهام الحكومة بالتقصير، ووزارة الخارجية بالاهمال، بسبب انحراف طارئ او مفاجئ لاحد موظفيها او قيادييها. هناك ظاهرة غير صحية اصبحت مسيطرة على كل نوابنا، بل هي تكاد تصبح ظاهرة كويتية وتقليدا اجتماعيا عاما، حيث يسعى كل كويتي الى تهام الحكومة او معارضتها بسبب، وفي اغلب الاحيان من دونه. فالسفير الذي « انحرف»، طبعا ان صح ما اورده النائب هايف، يتحمل وحده مسؤولية انحرافه، الخارجية او الحكومة تتحمل وزر غض النظر عنه او عدم التعامل بجدية واقعية مع انحرافه، وهذا ما لم يحدث بعد، او بالاحرى لم يترك له مجالا النائب هايف لان يحدث لانه استبق الاحداث والقرارات.

لكن.. تبقى القضية الرئيسية وهي انحراف السيد السفير المزعوم. والواقع ان هذه قضية خطرة، فالسيد السفير لا يمثل الحكومة ولا حتى الدولة، بل هو سفير حضرة صاحب السمو امير البلاد وممثله الشخصي لدى البلد الذي يبعث اليه. سفير الكويت في اي مكان يعزف له السلام الوطني ويرفع علم الدولة، وهي مميزات لا تتوافر حتى لرئيس الحكومة. لهذا فان مجالات خروجه او حتى تعارضه مع السياسة العامة للدولة التي يكلف بعرضها هو في واقع الامر «خيانة» امانة واساءة للذات الاميرية التي ائتمنته. من حق السيد السفير كمواطن ان يعبر عن رأيه، وان يتخذ الموقف الذي يمليه عليه ضميره وقناعاته من قضية البحرين او غيرها، من حقه التعبير عن ذلك في ساحة الصفاة او في «الفيسبوك»… ولكن كمواطن كويتي حر وليس سفيرا ممثلا لحضرة صاحب السمو امير البلاد. 

ان هذا الأمر ليس بجديد، ولا اقصد الواقعة بعينها ولكن ظاهرة الانحراف الوظيفي. فنحن حتى الان لم نخلق تقليدا صارما لاحترام مواثيق العمل وقوانينه، فاغلبنا يستغل وظيفته او يهمل، متعمدا، القيام بها، من دون ان يشكل ذلك جرما او حتى عيبا، مع اننا مغرمون بالعيوب، لا اريد التقليل من «انحراف» السيد السفير، فكما قلت هو اساءة للذات الاميرية، ولكن هو عود من عرض حزمة، وهو كويتي تربى على تقدير الواسطة والمصلحة العائلية او القبلية او الطائفية وليس احترام القانون او قواعد العمل.