كتاب سبر

مُذكرات (منبطح) سابق !

أما قبل :

هُمُ لأمْوالهِمْ ولَـــــسْنَ لَهُمْ

والعارُ يَبقَى والجُرْحُ يَلْتَئِمُ

(المتنبي)

هو “سلتوح ابن طرطنقي” ينتمي  إلى أسرة عريقة ذات تاريخ مُفعم بالمناقب تـُسمى”أل خرطي” .. قرعت سنين عُمره أبواب الثمانين، قضاها جُلها “منبطحاً”.. من فرط انحنائه نسى لون السماء .. أمجاده غثاء.. أفكاره خواء .. شاخص البصر مُطرق النظر .. معيشته الضَرع  رأسه ُخنع .. تصادق مع العار تخاصم مع الأحرار .. بالرغم من القصر الذي يقطنه .. وثروته الطائلة وأمواله “المتلتله” .. إلا أن السرج المذهب لم يجعل من الحمار حصاناً كما يُشار بالمَثل الألماني .. (مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ)!!

بدأ يدون مُذكراته .. وهو على مكتبه الأنيق .. والذي خبأ في أدراجه رسالة من شيخ دين .. أرسل هو إليه سائلاً فكان جواب رسالته (….كُل أموالك حرام وسحتُ) .. بدأ يكتب مُذكراته .. ويسجل اعترافاته!!

.. لن أبدأ بالمقدمة.. بل بالخاتمة فوراً .. فإن الأعمال بخواتيمها .. وهذه القاذورات والأوساخ .. خاتمة بطولاتي بمعركة سقطت بها رايتي ..ولم أشهر بها سيفاً من غمد .. خزيٌ مَرغ جبيني .. ترهقني ذله .. كُل ما شربته من “بحر الاختلاسات” تبخر .. بخرته أشعة “شمس الحق” مثلما تبخرت أفعالي .. وأمطرت على رأسي وابل العار.. وتبخر كل من كان حولي .. الذين حق فيهم قول أحمد شوقي .. حين أقبلت عليه الحياة قائلا ً (أدبرتم حين أدبرت.. وأقبلتم حين أقبلت).. وهذا أيضاً حال كل البراغيث.. التي كانت معي من “آل خرطي” .. الذين دخلنا عالم السياسة بعقول خاوية .. وخرجنا بجيوب متخمة .. في حين كنا نجتمع بالأزقة كالقطط (مع الاعتذار للنائب المُحترم ) نلعق بقايا الأطعمة.. التي يلقي فتاتها لنا أسيادنا.. فنحن “بني منبطح” لم نعرف الفرق .. ما بين “نعيش” وما بين “نحيا”.. وبالرغم من هذا لم ننجح في شيء .. فإبليس يتقن وينجح في عمله بإغواء البشرية.. ذلك لأنه (يُخلص في عمله) .. !!

دار حوار ذات يوم ..بيني وبين نفسي اللئيمة الأمارة بالسوء.. يجسد النقاش أبوفراس الحمداني في بيته (فقالت أزرى بك الدهر بعدنا //  فقلت معاذ الله بل أنت لا الدهر) .. لماذا أوهمتني بأننا نحن “العقلاء”.. وغيرنا “مؤزمين” وأشفقنا عليهم حمل المجد .. كما تشفق الأرض البور ..على الجبال حمل القمم الشوامخ .. وأضحيت أكتب مُذكراتي .. بدلاً من أن أحمل القنا والسيف و(السيف أصدق إنباءً من الكتب) كما يقول “أبو تمام”.. ألا ليتني كُنت “مؤزماً “.. إجابة نفسي وهي “متخصره” بشطفٍ وعنجهية وغطرسة مُقيتة ( هههههاااايي .. فشر يا دلعادي .. ما يحكمشي !) ..أواه أواااه .. صدق أحمد رامي حين أنظم ( ولستُ كالأشجار .. إن قلمت فروعها .. عادت رطاب الغصون) ..!!

خاتمة الفصل الأخير .. أذيلها بما قاله الشاعر “أمل دنقل” ….

 (أترى لو أفقأ عينيك .. ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى؟..هي أشياء لا تُشترى).

كتبه العبد المنبطح :

سلتوح ابن طرطنقي آل خرطي.

*وجد رجال الشرطة “سلتوح” ميتاً في منزلة .. وقد “فطس” .. لأربعة أيام  ..حتى تأذى الجيران ..من رائحته ميتاً .. التي كانت تهون مقارنة ً.. برائحة أفعاله وأقواله وهو حي .. تقرير الطب الشرعي..  أثبت أن سبب الوفاة “جرعة زائدة” من عقار الكرامة .. !!

أيها الوطن .. لا تهن ولا تحزن .. ولا تكل وتمل (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ) .. !! 

صعلكة :

القنوات الإباحية .. تـُفسد (الخـُلق) !

 قنوات الفتنة .. تـُفرق (الخَلْق)  !!

محمد خالد العجمي.. وفي رواية أخرى (أبوعسم) سابقاً

twitter:@abo3asam