أقلامهم

الرئيس وحيد في المرمى .. والراشد في المكان الصحيح .. ولم أندم على المليفي .. والعمير يتمنى لو لم يكن سلفيا .. آراء لنواف البدر

نواف فهد البدر

 حكومة الوكسة

تمخض الجبل فولد “بـريـعـصـي”! هذا هو حال الحكومة التي طال انتظارها، فبعد طول انتظار لم يتغير سوى ستة وزراء فقط ولو أعلنت بشكل سريع لوجدنا السخط الشعبي أقل بكثير، لم يتغير شيء؛ خروج وزير عازمي ودخول وزير عازمي مكانه ودخول وزير رشيدي بعد ان غضب ناصر الدويلة لعدم توزير رشيدي بالحكومة الماضية! ويقولون وحدة وطنية ولا عنصرية ويلطمون في حال عدم توزير احد منهم. عودة الوزير الشمالي المنبوذ من بعض الأعضاء ومن المقترضين! وعودة هلال الساير الذي شن عليه هجوم خط الدفاع الأول عن الرئيس كما صرح السيد القلاف، وبذلك خسر خط الدفاع الاول، وسيكون سمو الرئيس وحيدا في “حراسة المرمى”.

رفض العديد من الشخصيات الدخول في الحكومة لإيمانهم بأنها لن تطول، ورفض النائب علي العمير المنصب الوزاري بناء على أوامر التجمع السلفي، وكان العمير يتباكى على المنصب في التويتر وكأنه يقول يا ليتني لم اكن سلفيا! وملك التناقضات هو الوزير احمد المليفي الذي لم يكن يتوقف عن الهجوم على الحكومة وفضح الممارسات الخاطئة بها، وهو اول من هدد بتقديم استجواب لرئيس الوزراء على خلفية التجنيس، والآن وبعد فترة طويلة من المعارضة للحكومة يدخلها، وأنا على عكس من حزن لدخول احمد المليفي للحكومة، فهو بذلك يسجل سقوطه شعبيا في أي انتخابات قادمة، والنائب علي الراشد الذي قبل منصب وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ودخوله الحكومة كمحلل هو الآن في مكانة الصحيح الذي يجب ان يكون فيه في صف الحكومة ليكون منطقيا في دفاعه الدائم عن الحكومة!

وبعد تسلّم محمد البصيري منصبه وزيراً لشؤون مجلس الأمة، ووزيرا للنفط سيعود لأحضان الحركة الدستورية! لحاجتهم الماسة له الآن فقط! أما سامي النصف وزير الإعلام والمواصلات فسيكون القطة المغمضة بينهم.

تشكيلة حكومية (مش حالك) ستتماسك في ظل وجود الشيخ أحمد الفهد ومحمد الصباح في الحكومة اللذين لهما شعبية واسعة لدى الشارع، حتى الآن تعتزم أغلب الكتل تقديم استجوابات بدءاً من استجواب التكتل الشعبي لرئيس الوزراء واستجواب كتلة العمل الوطني للشيخ أحمد الفهد وأيضا استجواب الطبطبائي، وهو يمثل التنمية والاصلاح ومحمد هايف معه، والعدد الكبير من المعارضين المستقلين، واستجواب وزير الصحة المدعوم من قبل النواب الشيعة وهم تسعة نواب، اضافة الى تأييد سعدون حماد ودليهي الهاجري والصيفي للاستجواب.

السؤال المهم حتى الآن أكثر من ثلثي المجلس سيستجوبون أعضاء الحكومة!! إذن ولدت الحكومة وهي ميتة اكلينيكيا، ونسأل الله أن يحفظ البلاد والعباد من الأزمات المتتالية ومن الفتن، قضايا كثيرة واقفة ومتعطلة بفضل الحكومة والمجلس والعمر الضايع للمجلس، إن كانت الحكومة والمجلس جادين في خدمة الوطن، عليهما بطلب الانعقاد في العطلة الصفية لاقرار القوانين وعمل الاصلاحات المطلوبة لانتشال البلد، وبكل أسف لن يتم ذلك.

و”الوكسة” هي الخيبة أو الفشل، وهذا هو مستقبل الحكومة الجديدة، يا رباه لو يعلم سمو الرئيس حجم الإحباط لدى الشعب من هذه الحكومة ومن الوضع العام بالبلد!