كتاب سبر

الرأي والرأي الآخر

يعجبني جداً شعر قناة الجزيرة الرأي والرأي الآخر   بغض النظر عن رأيي في القناة وتوجهها وخطها الاعلامي الغير محايد في بعض الاحيان ولكن تبقى الجزيرة قناة فرضت نفسها على الساحة العالمية وليست الخليجيه فقط , واصبحت منبر من لا منبر له ولست هنا بصدد الحديث خصوصا عن قناة الجزيرة ولكنني اردت التعرض لشعارها الاعلامي فقط من اجل ما نراه ونسمعه في الساحة السياسية والاعلامية المحلية في السنوات القليلة المنصرفة من اقصاء للرأي الآخر بل وتشويه ومساس بالأشخاص وتردي بالألفاظ التي لاتليق بنا ككويتيين اولاً ومشاهدين ومستمعين لهذه الوسائل الاعلامية بجميع ادواتها المقروءة والمسموعة والمرئية

الديمقراطية لاتعني التهجم على الاخرين بمجرد اختلاف آرائهم وتوجهاتهم ولاتعني النقاش البيزنطي الذي نراه كل يوم من خلال البرامج السياسية والحوار السيء سواء من قبل الضيوف احيانا ومن بعض مقدمي البرامج ونرى في نهاية البرنامج بأن الجميع يختلف ولا يتفق ولو حتى في جزئية  افساح الحرية لسماع الضيف المقابل . وما يؤسفني بشدة بأن اغلبهم من اعضاء مجلس الامه اللذين يفترض بهم الاستماع للرأي الاخر والنقاش الهادئ الهادف من اجل الوصول الى القرار السليم و البناء الذي يعود على هذا البلد بالخير والمنفعة

إن تدني لغة الحوار والعزف على الطائفية والمذهبية والفئوية امر غير مقبول لدى المجتمع الكويتي الذي لم يعتد على مثل هذه الإطروحات الجالبة للفتن والتي من الممكن بأي لحظة من اللحظات اندلاعها من قبل اي طرف ضد الطرف الآخر

ان ما يحدث الآن في الساحة المحلية امر لايقبله عقل فعندما تصبح معارضاً في هذا البلد تتهم بالتأزيم والتبعية لجهه ضد جهه اخرى وبأنك مدفوع الأجر او اسير لمصالح شخصية بل ربما تتهم بأكثر من ذلك حيث يتم اتهامك بإتباع اجندات خارجية ولا يتم وصفك بالوطنية وبأنك تعارض من المصلحة العامة ومحاربة الفساد وتطبيق القانون

الديموقراطية ايمان وممارسة قبل ان تكون مجرد شعار نتباهى به امام العالم الآخر اذا لم نكن مؤمنين بمنهجية العمل البرلماني والممارسة الديموقراطية النزيهه والتي تؤمن بتعدد الآراء وتقبل وجهات النظر فسنظل الى ابد الآبدين ندور في فلك التحزب والفئوية والتشكيك بالآخر وسوف نغرق في الصراعات السياسية والمذهبية والفئوية ولن نجلب لهذا البلد سوى 

الاهات وذكريات الماضي الجميل