كتاب سبر

(أمهات الأمريكيين) !

أما قبل :


وَمَن يَكُ ذا فَمٍ مُرٍّ مَريضٍ 


………………. يَجِد مُرّاً بِهِ الماءَ الزُلالا


(المتنبي)


(..يله طلعوا..ألعن الله أبو هالشوارب!. جك جك جك) .. هذه العبارة على أنها وقحة وسمجة.. وبالرغم أن قائلها ذلك الطاغية الغادرالمقبور”صدام” .. إلا أني أجدني أحتاجها وتسعفني أحياناً .. في التعامل مع بعض الكُتاب والأشخاص.. وأحيانا الكثير من النواب!.. ولبعض الطبول الجوفاء.. التي لو تضربها على رؤوسها سمعت صدى فراغ عقولها.. أعطني يدك يا مولانا.. ودعنا نتبختر في رحاب المقال قليلا .. وسوف أخبرك من هم.. إلى حينها دعنا نقرأ “الفاتحة” على بعض المبادئ والقيم والأوطان.. !!


أماه.. يا من أقرأك جبريل السلام.. ومنك يُأخذ شطر الدين السلام .. يا خليلة من دعا بالطائف .. وصاحبتهُ بالمودة واللطائف .. مات على نحرك وترائِبك .. وخالط مسكُ ريقه ريقك .. يشهد لك وحيٌ ببهتان الإفك .. يا من روت (2210) حديثاً .. ويزعج رضوانك كل “خبيث” .. أم عبدالله .. الصّديقة بنت الصّديق ..عائشة بنت أبي بكر .. يا ثـُريا مشت على الثرى (والثـُرّيا في الأرض خيرَ النِّساءِ) كما يقول عمر بن ربيعة ..!!


دثريني زمليني يا أماه.. فماذا أحدثك عن أمتي المُعاصرة.. أمةً مارقة كالأعشى عمياء كالمعري ماجنة كنزار مُتصعلكة كالسليك قانطة كقيس عنصرية “كالبغلي”.. نسينا أننا عربٌ من (عدنان وقحطان) وأصبحنا عربُ من نسل (عدنان ولينا)!.. ذلك لأن الأمم التي تداوي جراح “حاضرها” بضماد أمجاد “الماضي” تـُصاب بغرغرينة “المستقبل” .. نُتابع “سيرة الحب” لفوزية دريع ونـُهمل (سيرة النبي) للفوز البديع .. تشغفنا “الجزيرة الرياضية” ولا نكترث “للجزيرة العربية” .. لا نعرف عن بطولات معركة “القادسية” فهمُنا مع بطولات “نادي القادسية” .. ونخوة العربي لا تظهر إلا على مدرجات نادي “العربي” .. أما “النصر” لا يتحقق إلا مع فريق “النصر” .. “والهلال” لا يرتقي إلا مع لاعبي “الهلال” .. تـَحمل التـُركي صلاح الدين بـ”مهند” سيفه لـ”سنوات الأوجاع” وثكلنا نحن على التركي (مهند) لميس لـ”سنوات الضياع” .. إذا ذكر مايكل جاكسون قلنا أذكروا “رًّقصات” موتاكم .. تكثر عندنا “صلاة الاستسقاء” طلباً “للدماء” وتقـُل “صلاة الميت” لقلة شهداء طلباً “للدماء” .. لا ننصرف لعطر قلوبنا بذكر ابنُ (عبد الله القرشي) فنحن منهمكون نصر لتعطير ثيابنا بعطر (عبد الصمد القرشي) .. نجيدُ (قطع) البضائع الأمريكية ولا نتجرأ (قطع) يدهم عنا .. اكتفينا بمقاطعة منتجاتهم من الألبان إلى المشروبات (الغازية) ولا نقاطع سير جيوشهم (الغازية) في أراضينا.. لأن العرب أول من استخدم البارود وآخر من يستخدمه.. وأن جمعتينا  فجمعنا جمع مذكر “ناعم” ..!!


 أما الزعماء يا حُميراء .. فإن غضبوا على الغرب دعتهم هيلاري كلينتون إلى “بيت الطاعة”.. فيصيحون فينا من دخل البيت “الأبيض” فهو آمنّ .. يؤمنون بأن أعدوا لهم من قوة ورباط “عنق” لحضور المفاوضات .. جامعة الدول العربية  مثل ألواح “شهود القبور” لموتى لم يكرمهم أهلهم! .. سمعوا أن الله أهلك الباغين (بحجارة) من سجيل .. فتركوا أطفال غزة يلقون حتفهم (بحجارة) الانتفاضة .. وأحتجوا بأن المؤمن لا “يندبغ” من “النكسة” مرتين .. يمدون ميناء “لويزيانا” الأمريكي بما تجود به نفوسهم .. ببراميل بترول “بما لا تعلم شمالهم” وشمالهم المهدده المتعوده! .. حكومات تمارس مع شعبها سياسية القبض (على/من) المتهم .. فلو كانت الكرامة والحرية معادن .. لأضحت بلاد العربان “مقابر جماعية للمهملات” .. أما فقهاء الأمة فهم ينتفضون “لقيادة” المرأة ولا يصدعون “لقيادة” الطغاة ..!!


ورثنا المجد عن أباء صدق


………… أسَأنا في ديارِهِم الصّنيعا


(أوس بن حجر)


أماه .. أيتها الطاهرة المُطهرة .. وأنت أخي المُحب الناصح العاتب لتقصيرٍ بالذود عن الراضية المرضية .. تالله ما أنا جبارٌ في “السياسة” خوارٌ في “الدين” .. لعمري أصبت “بنكرياس”الحقيقة بعتبك ونصحك ..!!


أما أنتم يا أمثال الوزغ والبُرص بالنفخ على لهيب النيران ليزيد سعيرها .. المغتابون النمامون .. الهمازون اللمازون (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) ما أردتم الحق بتحميلي وزر غيري .. ولكنكم مصابون بـ(أنيميا) الأخلاق .. مثلُ معدن طلقة لا قيمة لها إلا أن ارتكبت بها جريمة .. يأكل السوس بقايا البذاءة بأفواهكم .. لا يقتضي أن أوضح لكم فلا خوف عليكم من “قصر النظر”.. لأنكم “عُميان البصر”أساساً .. والكل فيكم يمدُ قدمه على “قد عقله” ..أصاب بكم الأمير عبدالله الرشيد (ما يستشك يا حسين كود الرديين // وألا ترى الطيب وسيعٍ بطانه) ..!!


لا يهمني سواك يا أم المؤمنين .. فإني أبعثُ لكِ مودة أبنٌ وقد أتسع على مُحياه حمرة الخجل.. لهامتك التي تطول أكتاب جبال “جودي” يرتجي منك عليه أن “تجودي” وأنتِ منبعه .. (وما أشبه الليلة بالبارحة) كما يقول طرفة أبن العبد .. فما أقول إلا قولك حين اتهموك بعرضك الطاهر .. واتهموني بتهاون بدفاع عنك (صبراً جميل والله المستعان على ما تصفون) ..!!


واغفري تخاذلنا بنصرتك لمن اتخذوا لجدران المساجد لشتيمتك ..  فنحن شعوب لا نردد (إذا رَأيْتَ نُيُوبَ اللّيْثِ بارِزَةً// فَلا تَظُنّنّ أنّ اللّيْثَ يَبْتَسِمُ) لأن “ليثنا” أثرَم يراجع في عيادة “الميدان للأسنان” .. وجنودنا كُرات دمها لا تسجل الأهداف في مرمى الطغاة .. وإذا رمى أحدنا على “همر للمارينز”.. قنبلة (نا..سفة) قالت وزارات خارجياتنا (أنا..أسفه) .. ولو قالت كرامتنا  “أأه” رددنا مع نانسي “أأأه ونص” .. فالخنوع  “أجمل إحساس بالكون” برأي إليسا .. ولا تقل بلادنا وديننا وأرضنا .. و .. و .. و .. فقط “بوس الواوا” .. 


شامخة أنتِ كصخرة جلمود صٌّيخُود على سواحل اليقين .. ينتحر على جندلها الصلب غثاء موج الشاتمين المستهزئين … (إنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) .. أنتِ وجُـل حليلات النبي الكريم ..أمهات لنا و “أمهات للمؤمنين” .. أما هم فلا يتشرفُ بهم ندعهم يعلقون أحذية أمهاتهم “أمهات الأمريكيين” ..!!


* * *


وصلتني رسالة معبقة بشذى التواضع .. من الشاعر بدر صفوق .. تبين مدى سعة صدره للنقد .. وكبرياء روحه .. فشكراً له بحجم السماء وما أظلت .. والأرض وما حملت .. و”التنمية” وما نـُهبت.


صعلكه :


حين ضُرب النواب والأكادمييون والناس من قبل قوات مكافحة (الشعب) .. قال السيد القلاف (سلمت أيديهم) !


نقول نحن اليوم أيضاً ألا سلمت يد من نالت من وجهٍ ما زاده “البوكس” إلا سواداً..!!


محمد خالد العجمي  .. أو (أبوعسم سابقاً) في رواية أخرى.


twitter:@abo3asam