بورتريه

بورتريه
أوزيل .. جوهرة تركيه صقلت في ألمانيا

مسعود أوزيل.. ابن غيلسنكيرشن وصاحب الـ23 عاماً، لاعب كرة قدم ألماني من أبوين تركيين من مدينة زنغولداق الكردية في تركيا. في موسمه الأول مع نادي مثل ريال مدريد أحد أكثر الأندية تعرضاً للضغط الإعلامي في العالم.. وفي ظل منافسته لأفضل برشلونة على مر التاريخ، أثبت أوزيل أنه لاعب طموح من فصيلة الكبار.. تأقلم بشكل ملفت وسريع، صنع أهدافاً أكثر مما سجل، حتى أصبح أحد أفضل صانعي الالعاب في أوروبا هذا الموسم، ودخل ضمن تشكيلة دوري أبطال أوروبا المثالية، وتوج موسمه ببطولة لم يذق الملكي طعمها منذ موسم 1992/1993 وهي كأس ملك اسبانيا. وتخطي دور ثمن النهائي الذي استعصى على أبناء العاصمة طوال 7 سنوات ماضية، بخسائر مذله.. تغيّر واضح في ملامح نادي العاصمة بمشاركة فعالة وقوية من صانع الألعاب اليساري الساحر مسعود أوزيل.

من أهم العوامل التي دعت لاعتبارالتعاقد مع مسعود أوزيل هو الأفضل في أوروبا على حسب رأي الخبراء والمتابعين في الآونة الأخيره، المستوى الكبير الذي قدمه اللاعب الشاب في مونديال جنوب أفريقيا مع منتخبه الألماني. لم يخيب أمل إدارة ريال مدريد به.. بعد أن راهنت عليه في أحلك ظروفها، فلقد تأقلم أوزيل بشكل ملفت وسريع مع أجواء العاصمه الاسبانية، ففي أول موسم أصبح صاحب أفضل تمريرات في اسبانيا وأوروبا بـ 26 تمريرة هدف وهو رقم لم ينافسه عليه إلا نجم برشلونة والأرجنتين ميسي بـ25 تمريرة، وجاء ثالثاً زميله الأرجنتين دي ماريا بـ24 تمريرة، هذا المجهود الكبير الذي قدمه صاحب الأصول التركية مع نادي العاصمة لم يؤثر مطلقاً على أداءه مع منتخب بلاده،  فبإشادة من مدرب المنتخب الألماني “يواكيم لوف” شكر ريال مدريد على تطوّر مستوى أوزيل معهم.

ويمثل أوزيل أحد أبرز المواهب المؤثره في الدوري الإسباني في الموسم المنقضي، كما أصبح نجماً ينال احتراماً خاصاً ومعشوقاً من قبل جماهير ريال مدريد المتعطشه للمواهب البارزة، لكنه في نفس الوقت حاول طوال الموسم إبعاد الضغوطات عنه بطلبه من الصحافة الاسبانية بعدم مقارنته بـ زيدان أسطورة فرنسا وريال مدريد, ويأتي هذا ضمن تأكيد ان اللاعب ما زال طموحه كبيراً, ويعتبر نفسه في بداية طريق طويل مع مشروعين على صعيد النادي مع ريال مدريد والصعيد الدولي مع منتخب المانيا, وإبعاد الضغوطات عنه بهذه الطريقة دليل على رغبته في تقديم الكثير بصمت, ودون بهرجة إعلامية.

ومع بداية تواجده في العاصمة الاسبانية عانى من صعوبة التحدث باللغة الاسبانية, ولكنه ذكي بالفطره, فاستطاع ان يتأقلم مع زملاءه بلغة الإشارة وقليل من اللغة الأنجليزية, وكان ذلك التفاهم واضحاً في الملعب, ومباراته امام راسينج سانتدر تعتبر واحده من اهم مباراياته, حيث قدم أوزيل فيها أفضل عروضه الكروية على الإطلاق, وقاد فريقه للفوز3/1, وبجملة تكتيكية رائعه ساهم فيها أوزيل نفسه مع أديبايور وأكزابي ألونسو وخضيره, لينيها التوغولي أديبايور بعد تمريره ذكيه من الألماني أوزيل, رغم انه كان في موقع يسمح له بالتسجيل, لكنه فضل التمرير للمهاجم الأسمر, ونجح أوزيل خلال هذه المباراة في تعويض ريال مدريد عن غياب زميله البرتغالي كريستيانو رونالدو بسبب الإصابة, ورغم ذلك فقد رفض أوزيل الربط بين أداءه وغياب, وهذا الرفض جاء رغبةً منه في إقناع الجماهير بأن ما قدمه أمر اعتيادي, يسعى إليه في كل مباراة, لكن الحظ حالفه كثيراً أمام الراسينغ.

وبعد موسم استثنائي قدمه أوزيل مع ريال مدريد على كافة الأصعدة, لكنه أصطدم أكثر من مره بالمارد الكتالوني, الذي لم يستطع التغلب عليه إلا نهائي الكأس ولكن هذا المارد الكتالوني منع أوزيل من الفرحة بالدوري ودوري الأبطال، وأوزيل خرج في نهاية الموسم متوعداً البرسا بموسم قادم تنافسي أكثر, لأنه يأتي مع مواهب شابة جديدة، وتأقلم أكبر, واستقرار على صعيد الإدارة الفنية. 

وغداً لناظره قريب ..