آراؤهم

نعم.. نريد حكومة شعبية !

يقول روسو: “أنا لا أؤمن بحكومة تقوم على الإرث ولا تقوم على التصويت والانتخاب، فالأمم والشعوب ليست متاعاً يُورَّث”.. نعم ليست متاعاً يُورَّث ومن هذا الباب ومن باب الديمقراطية الحقّة لابد أن يكون للشعب الحق في اتخاذ القرار في السلطة، ولكن لابد من تمهيد الطريق أولاً لنهج هذا النهج، وأول الطريق هو إشهار الأحزاب السياسية <<المنهجية>> لا <<الهمجية>> والتي تقوم على الآراء والأفكار لا على الأعراق والطوائف، فمن المستحيل أن نطالب الآن بحكومة شعبية والبلد يُعاني من تمزق في الوحدة الوطنية، أعلم بأن الحكومة هي من تريد ذلك وهي من تنهج هذا النهج ومن باب “فرّق تسد” ولكن على التنويريين وهم كُثر في بلادي أن يمنعوا هذا السيل الحكومي الذي ما زال سيلانه جاري ولابد من تسيره إلى المجاري ..!

 إن الواقع يختلف عن المثل وإن كنا نرغب بالمثل ولا أمامنا سوى السعي الدءوب لترسيخ المثل في الواقع وإن كلفنا ذلك سنين مديدة، فالوطن يستحق منا الكثير ومهما قدمنا فلم نقدم له الشيء الكثير، وآمل ألا نستسلم وأن نسلك الطريق الصحيح لمستقبل أفضل لأبنائنا ولحرية أكثر وديمقراطية أروع.. إن الأحزاب السياسية ستجعل أفراد المجتمع ينضمون للأحزاب التي توالم أفكارهم وتوجهاتهم وبهذا سيتخلى البعض عن عنصريته مقابل أفكاره وعن طائفيته مقابل المنهج الوطني القويم وسيسعى هو وحزبه إلى تقويم الوطنية الصحيحة، فلا ننسى بأن الأحزاب تتنافس من أجل السلطة وبتنافسها ستتحقق سبل الراحة للشعب؛ لأن كل حزب يسعى لإرضاء الشعب وعلى مر السنين سينصهر أفراد المجتمع تحت مسميات الأحزاب الوطنية وسيتخلون عن التبعية العنصرية والطائفية التي ما زالت مترسخة عند البعض عند البعض وهي للأسف مميتة للأفكار وللعقل الإنساني بشكل عام.

وإن أُشهرت الأحزاب لابد من الصبر لرؤية نجاح هذه الفكرة في مجتمعنا ومدة الصبر لا تقل عن عقد ولا تتجاوز العقدين من الزمن، فهي كفيلة بخروج جيل جديد عقلاني يفكر ولا يتبع وينتهج ولا يسيّر، فحينها نستطيع أن نطالب بالحكومة الشعبية وأن يكون الحكم لأسرة آل صباح الكرام حتى لا يتهمنا البعض بالزندقة أو بعدم الولاء للوطن.. نعم إن كنا نريد الديمقراطية فلابد من تطبيقها كاملةً وألا نأخذ ما نريد ونترك ما نريد، ولا ننسى بأن أبناء الأسرة لهم الحق في إنشاء الأحزاب آنذاك ولهم حق المشاركة فهم جزء لا يتجزأ من هذا الشعب ولهم كل الاحترام والتقدير.

يجب علينا الآن أن نسعى لإشهار الأحزاب السياسية والتي تمهد الطريق للحكومة الشعبية الفكرية والغير مختطفة بعنصرية أو طائفية ولنتذكر بأن الوطن فوق الجميع ولا وجود سلطوي للعائلة أو القبيلة في الوجود الوطني..!

محمد العراده

 Twitter: @malaradah