آراؤهم

متلون ذو وجهين

لا أعرف من أين أبدأ ولا إلى أين أنتهي، ولكني سأكتب ما يجول في خاطري من هموم أصبحت متسلطة على قلب كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة!.

أحيانا لا أعلم مدى صحة كلام قيل لي ذات مرة بأني “مُتلوّنٌ ذو وجهين”، فتارة أشيد بإخلاص العم أحمد السعدون، وتفانيه في خدمة الوطن، وتارة أخرى ألومه على إتخاذ مبدأ “الغاية تبرر الوسيلة” في ما يتبعه من أساليب تؤدي للضغط على حكومة سمو الشيخ ناصر المحمد لتستقيل، والمثال على ذلك وقوفه مع كل إستجواب مهما كانت أهدافه، ومضامينه ضد الرئيس أو حكومته، مطبقاً شعار “عدو عدوي صديقي”!.

إنني لا أعيب على من يصفني بالمُتَلوِّن و ذوالوجهين! لأنه وللأسف أصبح ذو المبدأ، والوجه الواحد في نظرهم هو من يتعصب لشخصيات وتيارات و حركات مهما كانت أراؤهم، أخطأوا أو أصابوا، صدقوا أو كذبوا، تجاوزوا على الدستور، أو التزموا بنصوصه ومضامينه، متناسين أن الله تبارك وتعالى هو المُنزه عن الخطأ، و المترفع عن السهو، والنسيان، وليس النائب الفلاني أو التجمع “الفلنتاني”!.

إلى أين وصلنا؟ وإلى أي صحراء مظلمة ستقذفنا رياح التعصب، والقبلية والطائفية؟.
وإلى متى سنظل أدوات في لعبة خطرة عنوانها “فرّق تسُد” تلعبها أطراف؟.. لا نعلم من هي؟ وإلى متى نكيل أمورنا بمكيالين، و نخالف شعاراتنا ومبادئنا التي لطالما رفعناها؟!.

كل ما سبق أعلاه أصبح نشيداً يغرد به الجميع عبر مقالات في الصحف، أو المدونات الإلكترونية، أو شبكات التواصل الإجتماعي، إلا أن الصياغة قد تختلف من كاتب الى آخر، لكن بعض المقالات قد تصيب القارئ بالملل من قراءتها، والكاتب من كتابتها، في حين أنها لم تغير في النفوس شيئا، فقد أصبح حالنا كحال الضرة التي تغار من ضرتها، فتتمنى أن يحرقهما زوجهما معاً في سبيل أن لا يُفضِّل الزوج ضرتها عليها!.

فهل أصبحت معادلاتنا: (إعتقلتم المغرد الشيعي، فاعتقلوا المغرد السني)، و (ضربتم النواب السنة فليتم ضرب النواب الشيعة)، و (منعتم فرعيات القبائل فامنعوا تشاوريات الكتل والأحزاب والطوائف)؟.. وهل تمثل هذه المعادلات شعاراتنا التي نرفعها ليلاً ونهاراً؟، لا للطائفية.. لا للقبلية نعم للوحدة الوطنية نعم لتطبيق القانون؟.

 وفي المقابل نحن إذ نشيد بدور رجال الداخلية في المحافظة على الأمن، والإشراف على جميع التجمعات، والاعتصامات التي تحدث في البلاد ملتزمين بضبط النفس متحلين بالأخلاق العالية، نسأل معالي الوزير والأخوة في وزارة الداخلية هل تقوم الوزارة بتطبيق القانون على الجميع كأسنان المشط؟. هل إلتزمت الإدارة العامة للمباحث الجنائية بالدستور الذي كفل للمواطنين المحافظة على كراماتهم؟. وهل إلتزم جهاز أمن الدولة بالقانون الذي كفل للمتهم الدفاع عن نفسه أمام قضاء عادل؟. هذا كل ما نأمله من أشخاص همهم الوحيد حماية أمن هذا البلد.

المُخطئ يُحاسب ويُعاقب والمصيب يُثاب ويُكافأ، فلنحاسب الحكومة على تجاوزاتها التي تُقدّر بالمليارات، بينما نسبة كبيرة من المواطنين يعانون من إستقطاع 70? من رواتبهم بسبب قروض اضطروا لأخذها لتأمين مستلزمات المعيشة الكريمة، التي تستطيع الحكومة تأمينها للمواطن ببضع مليارات غير مسروقة!.
 فلنحاسب الحكومة على تقصيرها في الجانب التعليمي، فبينما تضع حكومتنا شروطاً تعجيزية لمن يتقدم بطلب إنشاء جامعة خاصة، و تجبره على أن تكون رسوم الدراسة فيها عالية حتى لا ينال العلم سوى ذوي الدماء الزرقاء، تقوم  من جهة أخرى بإنفاق الملايين على من يتخذ موقفاً مؤيداً لها!.

هذه محاور إستجوابات يجب أن تُقدم، بعيدا عن المسارعة لتقديم استجواب تتضمن محاوره (كم مرة ذهب الرئيس إلى إيران وكم مرة إلى السعودية؟)، و (لماذا لم يقم الرئيس بإرسال قوات لقمع شعب شقيق كي يدحر الفتنة؟)، وكأن قرار بهذا الحجم يكون رهن رغبة رئيس مجلس الوزراء ومشتهاه!.. هل يخادعنا مقدمي ذلك الاستجواب بأنهم قدموه من منطلق حرصهم على الوطن؟.. هل استجواب كهذا من شأنه أن يعزز التعايش السلمي بين أبناء الشعب؟.. كيف وقد قال النائب القدير مسلم البراك لسمو الرئيس “تصعد المنصة لاستجواب يسبب فتنة، وتؤجل إستجواب يتعلق بالمال العام”، مُقراً بأن الاستجواب الأخير كان استجواب فتنة!.

إذهب و طالب و اعتصم فالدستور كفل حرية الرأي، وكفل حق مخاطبة السلطات، و طالب باستقالة سمو الرئيس، فأنا أقف ضد من يقول بأن المطالبة بتنحي رئيس الحكومة هو تدخل في سلطات صاحب السمو أمير البلاد!.. فالتدخل في سلطات الأمير هو الدعوة لعدم تعيينه، وليس الدعوة لإقالته أو استقالته!.

 قف وطالب بالحرية، ولكن لا تذكر إسم سمو الرئيس ووالدته باستهزاء، ولا تصف من يؤيد الرئيس بأنه أداة يحركها الرئيس بإصبع قدمه، ولا تذكر أسماء دول وجنسيات بتهكّم وازدراء!.. فاحترام الناس من شيمنا نحن الكويتيين، ولم نتعوّد الإساءة والتشهير والسخرية من عباد الله!. كن معارضاً و كن حكومياً ولكن لا تكن فاقداً لأسلوب الإنتقاد، ولا تكن شخصانياً فإذا أخطأ صديقك انتقده، و إن أصاب عدوك أشِد به.

أرجو من أخواني المواطنين الالتزام بما جاء في خطاب صاحب السمو الأخير، فهو أحرصنا على مصلحة هذا الوطن وتماسك شعبه.

همسة: رغم أني من معارضي محمد الوشيحي الذي يتحيز لطائفة تارة، ويتعصب للقبلية تارة أخرى، و رغم أني لم أسمع منه نفياً لشائعة انتشرت حول تقاضيه راتبا من إحدى الوزارات من غير عمل، إلا أن أسلوبه في الطرح يعجبني أحياناً، وأستسيغ النزعة الوطنية في بعض كتاباته!.

وللعلم فقد كتبت هذا المقال، بعد أن سألت الأخ بوسلمان في تويتر عن قبول جريدة سبر بالرأي الآخر، وهل ستنشر مقالاً لي إن أرسلته حتى إن خالف سياسة الجريدة؟!. فطلب مني أن أشتمه بالمقال وسيقوم هو بنشره، لم أتعود على شتم من يختلف معي بالرأي، لكنه مُصر على أني شتمته، لا فرق الله بين أبناء الشعب الواحد، وجعلنا كالجسد الواحد متحابين متراصين.

أستميحكم عذراً، فأنا لم أتخرج من كلية الآداب، وليس لي علم بالأخطاء اللغوية والنحوية، ولم أصحح المقال عند مدقق لغوي، أو ما شابه فـ “السموحة”.

أخوكم/ حمد النقي
لمتابعتي في تويتر: alnaqi88@