سبر القوافي

في ( ديوانية شعراء النبط ) الزمن لا يدور!

في شهر  مارس الماضي هاجم  الإعلامي و مقدم برنامج ( ديوانية شعراء النبط ) حمد العزب جميع الشعراء الذين تكلموا عن شعراء النبط  – ومنهم حمد السعيد وحامد زيد و بدر الظمني – واتهمهم بالتنكر ” للديوانية ” بالرغم أن الموضوع لم يكن كذلك. 


تصريح حمد العزب ” لوكالة الشعر”  يجب أن لا يمر مرور الكرام.. و يجب أن لا يُصفق له! وكان يجب منه  ألا يكون في صف (التخلف) و يحمي تاريخه على الاقل!


وأتمنى من الإعلامي القدير حمد العزب إضافتي.. لسلسلة المهاجمين على “ديوانية شعراء النبط”. 


أستاذي العزيز .. 


إننا في عام 2011  أنظر حولك؟


ماذا تشاهد.. هل ترى استوديو يغص بالسدو؟ وطريقة طرح لم تتغير منذ 35 عاماً؟


هل تشاهد أدباً يُرعى بهذا الشكل المزري من قبل إعلام رسمي لدولة؟


هذا لا يحدث إلا في الكويت.. 35عاماً.. و “نفس” الطرح والفكرة ومع اختلاف بسيط بالشعراء ..


قلت في تصريحك:


“استغرب” من الذين ينادون بالتطوير للديوانية. وأشرت إلى أن الموروث الشعبي لا يتغير وهو مستمر منذ سنوات والتطوير يحصل في الأسماء لا بالمادة.


و من قال لك غيّر الموروث الشعبي المزعوم؟ 


ومن كذب عليك وقال لك أن الموروث لا يتطور؟ 


و لماذا لم تتوقع بأن الحديث يقصدك أنت وزميلك السحلول وإدارتكما الكلاسيكية؟


التطور يا أستاذي.. ليس بلبس (الشورت) وإلقاء القصيدة في تلفزيون!


جميعنا نتفق على ذلك..


التطور؛ ألا يقدم البرنامج شخص واحد أو شخصان منذ 35 عاماً!


ويقوم على المحاصصة القبلية في أكثر حلقاته وكذلك موظفيه..


 ألا تعي بأن من يقصد التطور يريد ضخ دماء شابة! 


أما آن لك أن تمد رجليك.. و ترتاح مشكوراً..


 أو تستدعي فريقا و طاقة شبابية  تشرف عليه  ليلقوا ظلال التطور الفكري والتقني للبرنامج.. 


 لأن مايقدم حالياً فضيحة ولا يواكب بتاتاً هذا العصر! 


وكأنه جٌهز للسبعينات والثمانينات..  


 المتابع للحلقات سيرى  أن لا جديد بتاتاً بما يعرض،، بل مجرد مشاهد مكررة.. حتى  الفواصل الغنائية تثير (الغبار) من حولك و كأننا مازلنا في بداية تأسيس الديوانية ..


ما يقدم حاليا ليس حفظ الموروث المزعوم.. بل (أضحوكة) يقدمها الإعلام الكويتي كعادته على طبق من ذهب للدول المجاورة.. 


عندما أعلنت هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، أن رؤيتها: “جعل أبوظبي المركز الثقافي في المنطقة، وفي الوقت عينه الترويج للثقافة والهوية الوطنية كمصدر فخر وإلهام لشعب الإمارات”، صدقت.. وأنا حضرت شخصيا هناك وشاهدت الكثير من الشباب الإماراتي يعمل بجد و اجتهاد وسمعت الكثير من المطالبات بالتطور ومن قبل شخصيات  لها تاريخ! لأنهم يريدون أن  يحموا هذا التاريخ من (الخرف) و أنت يا أستاذي العزب تدافع بشراسة عن (الديوانية)، ولا تريد لأحد أن يتكلم أيضاً!.


وأحب أن أضيف أن ما فعلته هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث التي تأسست عام 2005 لم تفعلوه أنتم في سنينكم الطويلة.. 


 ولم تفكروا فيه أصلا..  بل ولم تطالبوا به، و أعلنتم بتصريحاتكم أنكم موافقون على تقاعس الدولة عن خدمة الشعر والأدب..  و بشكل أوضح: (نحن الأهم)!


بكل ألم نحن مازلنا مزدحمين (بالديناصورات) والكراسي اللاصقة والهوية المزعومة والتراث الممل والوجوه المتشابهة منذ 35 سنة. 


عندما أسس الأمير الراحل جابر الأحمد الصباح “ديوانية شعراء النبط” منذ 40 عاما كانت رائدة في وقتها.


أما الآن فالعالم لم يتوقف عن الدوران والتطور مازالت تسير قافلته، فقد سارت قافلته على برنامجكم، وأصبح رهينا للأفكار البالية وقيدا لكل حالة إبداعية شابة..


و حاله كحال هذا الوطن .. القاتل للشباب  و الحرية  والإبداع..


والراعي الرسمي للتخلف!


 


حسين الشمري


‏@HAlshammri