سبر القوافي

ناي الجنوب .. مهدي بن سعيد

“كل أربعا موعد على ساحل الذنب .. لو طاب وقتك شاركيني فجوري”


المطر / مهدي بن سعيد.. دائما ما يثير شجون الفرح .. يحزن بإيثار ويفرح بتواضع .. صريح إلى حد الإفصاح عن سره ..


ينبت عشب ندي بين حروفه .. يخبرنا بانه نبت بعد غيث كريم.. يبهرنا تعامله مع كل ما هو غير مألوف ..  


مهدي لا يمل ان يهدي الأحلام والابتسامات والسعادة لكل من حوله .. ويكتفي بالقليل ..


” أغمض إلين أحلامهم تدخل العشب .. واخرج من ابواب السكوت الجهوري” ..


مهدي لا يستحي من الاعتراف بتقصيره على نفسه .. فهو تملكي بالحزن .. أناني بمغازلة ذكرياته .. يكره أن يشاركه أحد شجونه .. ربما يقينا منه بأن الألم مهما ثقل عليه سيعصر جماله و يبهرنا …


” يا فهد ودي تعود المرحلة ودي … مايكفي اني الى خاويتك اتذكر


عشت بزمان ماهو باخضر ولاوردي.. احزانه احزان وافراحه ولاتذكر


ماودي اعلمك لان الشقا يعدي .. خلك على حلمك اللي موعدك يثمر”


تفرد مهدي بإبداعه بانتقاء المفردة وهذا ليس خفي .. ولكن ما هو غريب تفرده بالتعامل مع الخطأ .. فهو يعلم بأن الخطأ احيانا يكون خارج عن التصرف .. أو خارج عن الصورة النقية للإنسان .. لا يفكر بهذا النقاء والطهر إنسان عادي .. بل إنسان يعي ما هي الفطرة الشخصية ..


“رغم انتباهك شباك الغفلة تصيدك.. وتصيدني معك مكتوبي وانا القاري..


شوي من غفلتك واعيك وازيدك ..شوفي على الرمش واسماعي على الطاري



“صورتك الأولى فراديسك وتخليدك..  حاول تشبه بها لا سلهم الساري “


..


” هواجس طيش : عاقلها وش يفيدك..  الوذبة لا ملت عيني من الذاري


اجهلك حتى السراب اللي لبس كيدك .. أعرفك حتى النمير الطاهر الجاري”


 تلك الأبيات تبين مدى حجم قلب مهدي.. بالتعامل مع الذنب والخطأ والعتاب الراقي، الواعي بأصل و جوهر كل آدمي.. المتفهم أن الظروف وتغيراتها من الممكتت ان تأثر على تصرفات الشخص.. ولكنها لا تغير معدنه..


 مهدي نتعلم منه الغفران والسماح ، نتعلم منه سمو النفس.. نتعلم منه فهم الانسانية ..أدركنا بسببه بأن النفس كـ “رايات الريح”  ممكن من أن يهفهفها الهواء باتجاهه دون تغيير مادتها..


هناك الكثير من المبدعين كـ مهدي الشاعر، ولكن مهدي الانسان نادر وجوده.. مهدي يستحق أكثر من إعجاب.. وأكثر من تلك الحروف.. هو الشاعر الوحيد التي لا ينطبق عليه ما قاله:


” في شرود المنتبه


ف انتباه الحالم بوجه الشبه


لو حلم شاعر بموته ..


يعني نص بيكتبه


لو حلم غصن بحياته ..


بعد ماخط الجفاف اسطر مماته ..


يعني فاس بيحطبه


لو حلم اسم بوجوده ..


بين الاسما اللي يدربها


وتقوده ..


يعني جا من يشطبه”


مشاعل الفيصل


Negative87