آراؤهم

الكويت والسعودية.. والمحور الإيراني العراقي

لايمكن ان نغير واقعنا الجغرافي ، سيبقى جيراننا اكبر واخطر دول في منطقة الخليج العربي ( ايران – العراق) وهذه الدول الاقل دخلاً بالنسبة للفرد رغم غنى الدولة ، والاكثر سكاناً ، وأنظمتها الاكثر طائفية ورديكالية بل عدائية في المنطقة ككل.
العراق الجديدة يبدو أسوء من القديم ، ثقافة التهديد مازالت مستمرة ، فميناء مبارك الكبير في جزيرة بوبيان الكويتية يعتبره السياسيين العراقيين تهديد للملاحة العراقية ويهددون الكويت اذا استمرت بانشائة ويعتبرونه عمل عدائي وليس عمل تنموي يخدم العراق قبل الكويت للأسف .
حدودنا البحرية الشمالية مازال العراق يماطل بترسيمها ، وحقول البترول الشمالية للكويت مازال العراقيين يتهمونا بسرقة البترول العراقي منها.
مالذي يمكننا ان نفعل مع هالنوعية الراقية من الجيران الكبار بالحجم والصغار بالتصرفات ، السكوت لاياتي بنتيجة والتنازل يفتح باب لانهاية له والشّد والجذب مع جار كبير وأحمق قد يأتي بنتيجة عكسية ، اذا يجب حسم الامور بطريقة العصا والجزرة ، فلنسقط القروض العراقية مقابل ترسيم نهائي لحدودنا مع هذا الجار العراقي . فالواضح ان العراق لن يدفع ماعلية ويطلب الخروج من الفصل السابع للأمم المتحدة ليصبح تنفيذ اتفاقيات الحدود والتعويضات بالطرق الدبلوماسية والمفاوضات وليس بالقوة الجبرية الدولية ، ويبدوا ان الولايات المتحدة لاتمانع ذلك ان لم تكن تسعي الية .
اما مشروع ميناء مبارك الكبير التنموي فيجب ان يتحول فوراً الي قاعدة مبارك الكبير ليتمركز حلفاؤنا في (الناتو )علي مقربه من مصادر التهديد لأمن الكويت القومي ( العراق- ايران) .



اما ايران تلك الجمهورية الطائفية التي مازالت تستخدم الدين لاغراضها السياسية ، فتارة تدعم طائفة علي اخري في دول المنطقة ، وتارة تصنع طابوراً خامسا لخدمة أهدافها ولتهديد المنطقة ( شبكات تجسس- وحزب الله ) ، استمرأت ايران تهديد دول المنطقة للرد علي عقوبات المجتمع الدولي علي برنامجها النووي، ستحول المنطقة الي جحيم اذا استخدمت الولايات المتحدة القوة ضد ايران ،  هذا هو التصريح الدائم للمسؤوليين الإيرانيين ، فلا راعت جوار ولا اسلام ، مما اجبر دول الخليج العربي للرد عليها ، ونستذكر موقف القيادة البحرينية علي تدخلات ايران في شئونها الداخلية ومحاولت زعزعت الاستقرار فيها،  وردت فعل دول مجلس التعاون وعلي رأسها المملكة السعودية باستخدامها لقوات درع الجزيرة لحماية مملكة البحرين ، كان هو الرد البليغ علي السياسة الإيرانية المتغطرسة ،
اما موقف الكويت من قضية شبكة التجسس الإيرانية فيوضع في خانة مقاومة سياسية التدخل الإيرانية ، وكذلك التأييد الرسمي والشعبي لتدخل قوات درع الجزيرة في البحرين كان واضحاً ، وان أبدى البعض تحفظه اوحتي امتعاضه من تردد الحكومة الكويتية من إرسال قوات برية ، حيث ارسلت الكويت قوة بحرية لتساهم بحماية البحرين ضمن قوات درع الجزيرة ، ولاننسي ان دولة الكويت بحجمها وقربها من مصادر التهديد العراقي والإيراني والذي اصبح تهديد مزدوجاً و موحداً ، يعلم الجميع ان ايران هي التي تتحكم بالعراق وسياستة وساسته، وبالتالي كان من الممكن ان تحرك جبهة العراق ومطالباته ومشكلاته الحدودية  مع الكويت ، وكانت لتعكر العلاقات الكويتية العراقية ولكن يبدوا ان الحكومة الكويتية تفهمت الامر، فاحجام الدول ومواقعها تتحكم بسياستها ،
فالكويت راس الحربه ، اما المملكة العربية السعودية بحجمها وموقعها فكانت كعادتها ، وتحملت المواجهة السياسية المكشوفة مع ايران ، وجميعنا شاهد التصريحات الإيرانية القاسية ، والرد السعودي العملي المتمثل بإرسال قوات درع الجزيرة للبحرين ومن قبله الدعم المادي للبحرين وعمان ، وكذلك الرد الدبلوماسي والاعلامي السعودي وحرب التصريحات حيث تصدت المملكة لايران وحلفائها علي جميع الجبهات فكانت مبادرة دول مجلس التعاون لمعالجت الوضع في اليمن ومحاولت جعل عملية التغير مع وحدة التراب اليمني وعدم سقوط البلاد بأيدي الحوثيين حلفاء ايران ، وفي لبنان لن ننسي تصريحات سعد الحريري النارية بمؤتمره في بيروت ضد حزب الله حليف ايران  ، في العراق تحرك اياد علاوي ضد حكومة المالكي الايرانية الصنع، كل الاوراق حركتها المملكة السعودية باستعراض كبير للقوة لاول مرة تستخدمة السعودية بسياستها الخارجية، رداً علي العبث الايراني الدائم والذي يواجه عادةً بحكمة بغير محلها من دول المنطقة وعلي رأسها السعودية .
في الختام التهديد العراقي والايراني كان خطراً كبيرا برغم من العلاقات السيئة سابقاً بينها، فكيف اذا توحدت مصادر الخطر ليصبح أعدائنا متحالفيين
اما كيفية مواجهة هذا الخطر من دولة المنطقة فتختلف من حيث درجة قوة الدولة وموقعها الجغرافي ومستوي التهديد، فلا نتصور ان تكون سياسة الكويت الصغيرة بالحجم والملاصقة لمصادر التهديد نفس سياسية السعودية الدولة المحور والاقوي في منظومة الخليج الأمنية ، اوسلطنة عمان البعيد جغرافياً عن احد مصادر التهديد ( العراق).
ولكن ايضاً يجب ان يكون التنسيق بين المواقف والدعم لبعضنا بعض ، فمصير من يغرد خارج السرب الخليجي هوالسقوط ببندقية الصياد العراقي الايراني.