سبر القوافي

علي المسعودي يفتح صفحات من كتاب ذكرياته في استراحة رمضان

التصويت وما أدراك ما التصويت!
 
صورة تجمعني مع عدد من الزملاء في بدايات التحضير لبرنامج شاعر المليون:
الاجتماع في هيئة أبوظبي يضم: محمد المزروعي، نشوى الرويني، علي المسعودي، سليمان القبلان، منى الرويني، علاء كركوتي، تركي المريخي، ممدوح المحسن، عبدالرحمن البلوي، وحمد السعيد..
كان قد سبق هذا الاجتماع عدة اجتماعات تمهيدية تحضيرية.. لم تحضرها نشوى
وعندما حضرت.. عقدنا عدة اجتماعات في غرفة تجارة أبوظبي برئاسة السيد محمد البواردي
والبواردي شخصية ثقافية هادئة.. يبعد في الكلام والتحليل كثيراً.. وبكثير من العمق اللي “يتوّه” أحيانا.. لذلك تحتاج كلماته إلى تركيز شديد
وفي الاجتماع اللاحق لاجتماع هذه الصورة.. طلبنا من نشوي أن تطبق بعض المعايير التي اخترناها لطريقة التصويت..
وكنا في حماس شديد، لكن الاجتماع الليلي امتد 6 ساعات تقريبا، كلٌ يدلي برأيه واقتراحه وملاحظاته.
ثم تكلم البواردي.. وأسهب، ثم سأل نشوى سؤالا مفاجئاً: هل التصويت سيكون رأسياً أم أفقياً؟
كان سؤالاً غريبا.. ومفاجئا للجميع، وصمتت نشوى.. وصمت الجميع بانتظار إجابتها..
 والحقيقة إنني لم أفهم السؤال، ولا أعرف ما هو الفرق بين التصويت العمودي.. والأفقي!
وكان المنقذ في الإجابة محمد المزروعي.. قال أبو خلف بشجاعة وثقة: التصويت سيكون رأسيا!!
هنا نطقت نشوى: آه.. التصويت سيكون رأسي!
لكنها ولبرهة صمت استدركت.. وسألت المزروعي: هوه يعني إيه تصويت رأسي!؟
فقال المزروعي: والله ما أدري.. بس شفتك تورطتي فجاوبت عنك.. وإنتي أيدتيني!!

حاول كل الزملاء أن ينهوا ضحكي المتواصل.. فلم يستطيعوا، فقرروا إنهاء الاجتماع!!
 

 
أيام رطياناوية

 صديقي القديم محمد الرطيان.. قبل الجماهيرية الكاسحة التي يتمتع بها اليوم (عساه دوم)
كان صديقي.. ومحمد ما هو إلا كائن رفحاوي.. يمشي على قدمين، وله رأس، يقضم أسلاك السجون بقلمه، ويرفرف صيفا وشتاء بقلبه.. كتب يوماً ما  مقالا.. أحبه منه إلا أنه جاء على سيرتي، بصفتي  كائن ثلث جهراوي أحمداوي.. وثلث “دفناوي”، وثلث مازال على حافة الترقب.. قال الورطيان حفظه الله في مقاله.. ماهو آت..

 تربطني علاقة حب مع كل ” علي ” قرأت عنه، أو سمعته، أو شاهدته.
لا أذكر أنني قابلت ” علي ” ( أي ” علي “! ) ولم أحبه ( أستثني ” علي حميدة ” فقط )!

جميعنا يحب الإمام ” علي بن أبي طالب ” كرّم الله وجهه.. وأعتقد أن أغلبيتكم تشاركني حب ” علي بن الجهم ” هذا الشاعر الذي قال لأحد الخلفاء: ” أنت كالكلـب.. !! ” فأرادت وزارة إعلام الخليفة تغطية الموضوع بأن قالت: “إن عليا أتى من الصحراء، وهو يحمل لغتها الجلفة.. ناسين أن التاريخ يقول لنا إن أهل المدن العربية كانوا يرسلون أبناءهم إلى الصحراء؛ لكي يتعلموا الكلام الجميل، ما علينا!

أيضا أحب ” أم علي “.. مع كرهي الشديد للعم ” ماكدونالد “.. فـ “أم علي” عربية من مصر.. و” ماكدونالد ” ليس سوى أمريكي وقح لا أحبه ولا أحب طبخه!
وعلى ذكر الحبيبة مصر.. يقال إن نهر النيل ينبع من حنجرة “علي الحجار”.. وفي رواية أخرى يقال إنه ينبع من حنجرة “محمد منير”.

وأحب “علي بابا” وأكره “الأربعين حرامي”.. أو الاثنين وعشرين حرامي.. لا أذكر الرقم بالضبط، لذلك لا بعد من العودة إلى جامعة الدول العربية لتحديد الرقم الصحيح!

وأحب “علي” الذي لم يستمع إلى “سميرة توفيق” عندما قالت له: (بيع الجمل يا علي) أحبه؛ لأنه تركها وذهب ليعزف العود وراء”فيروز” لتغني له (عيدا كمان.. ضلّك عيد يا علي )، وعلى ذكر” أم زياد “، لن أنسى ابنها العظيم.. المجرم.. الخطير.. الفنان.. ابن اللذينا / زياد الرحباني وعمله الموسيقي العظيم ” ابو علي “.
(ملاحظة): بعض المراجع التاريخية تقول إن زيادا بدأت علاقته بـ ” علي ” ووالده ” أبو علي ” منذ زمن طويل، وذلك عندما كان يغازل ابنتهم ” عليا ” تلك التي كتب لها: يخرب بيت عيونك يا ” عليا ” شو حلوين.. والله أعلم!

يا إلهي كدت أن أنسى أحلى وأروع علي.. أقصد حبيبنا “علي الشرقاوي”.

على العموم.. هذا المقال (العلاوي) والذي بكل صدق ” ما أعرف كيف جاء! ” أريد أن أختمه بسيد المسك، صديقي الرائع “علي المسعودي” الذي لولاه لما كتبت هذا المقال.
 
 

دعوة لها ما بعدها
 
(عبدالرحمن علي في الحرم المكي)
 
كان ولدي عبد الرحمن متلهفاً لرؤية الكعبة شرفها الله
وكنت متلهفا أكثر منه أن أرى لهفته، وقد تكللت بأن أطالع وجهه وأطالع الكعبة معا
صعدنا إلى الطابق العلوي
وقفنا نطل من الأعلى.. المنظر المهيب لطواف المسلمين حول بيت ربهم العتيق،
أشرف بيت في أشرف مكان.
كنت أفكر في تلك اللحظة.. كم دعوة انطلقت في تلك اللحظة من بين الطائفين.. وذهبت مباشرة إلى السماء فانفتحت لها الأبواب.
كم اسم ظالم أخذته الدعوة.. فوق.. وقال الله لداعيها: والله لأنصرنك ولو بعد حين..وكم جبار متكبر.. هزمته دعوة دعى بها مسلم مرهق كان يطوف في تلك اللحظة؟
لو أننا استطعنا أن نشاهد الدعوات التي تعود لأصحابها.. والدعوات التي تذهب “فوق” حيث الاستجابة
كيف سيكون عندها منظر سماء مكة؟
قلت: اللهم احفظ وأصلح أبنائي وأبناء المسلمين.. وأصلح أحوالنا.
(يالله يا دحيّم.. صورة للذكرى).. وصورته عبر الهاتف، وهو عاصب الرأس.. فربما يردد يوما ما لأحد ما:
إن عشت ياراسي كسيتك عمامة
وإن مت ياراسي فدتك العمايم

 
 
يكفيني من  سعد الحريص هذه القصيدة.. كي أحب إحساسه:
 
العذر مكتوب لاصار الخطا مقري
 آسف على ضحكتي آسف على أحزاني
 خطاي معذور وإلا غلطتي عذري
ومرارة العذر في قلبي وبلساني
مدري وش اللى ذكرته وضاق به صدري
 مدرى وش اللي نسيت ولاتناساني
 لبست أنا ثوب لا طولي ولا قصري
 يا طيبة القلب.. وين القلب وداني؟
سنتين من عمرها مرت ومن عمري
 سنتين أحس الزمن فيها تعداني
سنتين مرت حياتي من ورا ظهري
والحب سجني ومسجوني وسجاني
والشعر مطرود من قلبي ومن فكري
 سنتين ماني بأنا ماني بحد ثاني
غنيت للناس والدنيا على خبري
 والشعر في دفتري مغرور وإنساني
غنيت للحب يوم عيونها تغري
 يوم الوفا والكلام الطيب ألحاني
 غنيت للدمع يوم أن البكا كبري
 واليوم أنا أكبر من دموعي وحرماني
 اليوم ماعاد يمدي اللي جرح يبري
 مليت كثرة خطاياهم وغفراني
 مليت أنا الشعر مل الشعر من شعري
مليت أنا الحب مل الحب وجداني
 ليه أنكسر بالعيون اللي تبي كسري
 ليه أتغرب ورا حزني وكتماني
 العين ماتستحي والوجه مايذري
 ماعاد يجزي هل المعروف بإحساني
 لو هي عليّه.. عزيز النفس من صغري
 ما أشاور القلب في كرهي لعدواني
 إن رحت ياكثرهم وإن جيت ياكثري
 ضاقت بي عيونهم لو كنت وحداني
 تعبت وازريت.. ما مليت من صبري
ليت الذي راح مني كثر ما جاني
أحيان ودي أطيح من التعب وازري
 وتشيلني عزتي وسلوم جداني

 

 
كلفتني إدارة الجامعة العربية المفتوحة أن أنظم أمسية شعرية باسم “مانشيت”
وتمت الأمور كلها على أحسن ما يرام
إعلان قوي في كل مكان
لوحة كبيرة أمام مقر الجامعة
الشاعران بندر السعيد وعبدالكريم الجباري تألقا وأبدعا
مقدم الأمسية الصديق محمد ساري كان نجما فوق العادة
مدير الجامعة انبسط آخر انبساط
أخي “مسفر العمر” كان مستمتعا
لكن عند انتهاء الأمسية وأثناء توزيع الدروع.. اكتشفت أنني لم أجهز درعين لفارسي الأمسية
لكن الخروج من المأزق كان بسيطا..
أخذت من الدروع الموجودة.. وأعطيتهما من أجل التصوير أمام الكاميرا.. ولم أسمح لهما بأخذ الدرع
عبدالكريم.. كشف اللعبة وأزعجني
أما أبو طلال.. لي يومك ما يدري!
قلت لعبدالكريم.. “استرنا يابوخوذه”.. قال: أبو خوذه راح.. احنا في زمن “أبو هاته”!
 

كنت إلى وقت قريب أعتقد أن صورتي هذه تظهرني جميلا أكثر مما هو حقيقي
(على افتراض أن الإنسان في عين نفسه غزال)!
لكن الوقت الطويل الذي مر.. على تلك الرحلة إلى أسبانيا مع عدد من الأخوة والأحبة.. كشف لي حقيقة أن أخي الشاعر ناصر القحطاني.. هو الأجمل والأبهى على الإطلاق..
هنا نطل على قصر الحمراء.. شاهد المجد المسطور في الصدور
كانت أيام لذيذة..
ليتها تعود..
ليتها ياليتها..
 
 
 
وترددت كثيرا عندما هممت بنشر هذه الصورة؛ لأنني أبدو بمنظر لا يشجع على النشر، لكن رفيقي في الصورة.. كان من البهاء، بحيث يغطي على أن يطالعني أحد.
قبل عدة سنوات كنا نقضي بعضا من ليالي رمضان في منزل الأخ “محمد الناصر”
وكان سلمان العتيبي بهي الحضور، وكان يزورني في المكتب بين آن وآن، ثم غبت وغاب حتى اجتمعنا في أول يوم من رمضان الماضي في مقبرة صبحان
كان في الأردن.. لكنه قرر أن يلبي نداء الموت فجأة، ويحرك سيارته، وينطلق إلى الإحداثية المحددة تماما.. وهناك حيث كتب الله في اللحظة والمكان.. كانت النهاية..
اللهم ياأكرم كريم.. وأعظم عظيم.. عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله.. فأنت أهل التقوى وأهل المغفرة..
 

 
عليك السلام.. يا أم مبارك