كتاب سبر

دمشق بين طهران والسفير السعودي

…  “إن كل حلفائك الطيبيبن يتساقطون من حولك ويموتون تحت قدميك, فالطيبون في سوريا على وشك أن تقتلعهم ثورة عميلة, تلقفها العرب الخونة, وأبناؤك المخلصون في الجنوب يضيق الحصار حولهم  كفأر بمصيدة ينتظر قرار الجنائية الدولية؛ بسبب قتلهم عدوك وعدوهم (رفيق الحريري) فيما صدريوك في العراق لا يحسنون تنفيذ أوامرك”.
هكذا تكلمت آيات الشيطان في(قم) وهكذا أسر لنفسه المخطط الإيراني, فلتخلط الأوراق ولتقلب الطاولة, ولتحبك شبكة تجسس جديدة بمصر أو الكويت، ولتشعل النيران في ثوب البحرين, ولتنشغل تركيا  بملف الأكراد.
 أما القنبلة الأكبر فباستهداف أحد أهم مستشاري العاهل السعودي وسفيره في واشنطن، ولا بأس لو بعثت برجالك الأشاوس من الحرس الثوري يتفقون هناك هناك بعيد بعيدا في المكسيك مع رفقائك في تجارة الحشيش, وليس الحشيش منك بغريب يا حفيد الحشاشين الذين سكنوا جنوب الشام، وقتلوا أعداء الله الأيوبيين ممن حاربوا أعداء الله الصليبيين.
لثلاثين عاما، عملت سوريا بالوكالة لدى إيران وعمل حزب الله بالوكالة نيابة عن سوريا و إيران, ولو سيادتك غير مشغول فيمكننا أن نعدد عشرات الحوادث، لكن دعنا نكتفي بما حدث في الثمانينيات من مقتل خمسة في سفارة أميركا لدى الكويت، ثم خطف طائرة كويتية، والطامة الكبرى من اغتيال الحريري ومحاولة اغتيال السفير السعودي في بيروت عبد العزيز خوجة.. كل ذلك حدث بمثلث رعب أضلاعه في الجنوب ودمشق والشرق.
ولا أريد أن أدخل على خط الاتهامات المتبادلة بين واشنطن وطهران، فالأولى قال رئيسها إن لديه أدلة دامغة-يعني تصيب الدماغ- على تورط إيران في محاولة اغتيال السفير السعودي لدى بلاده عادل الجبير, بينما إيران وكعادتها راحت تنفي وترغي وتزبد وتزيد بأن ذلك محاولة من الحكومة الأميريكية لتغطية فشلها الذريع داخليا وخارجيا, وإن كنت لا أتصور أن مشاكل التأمين الصحي مثلا قد ينساها المواطن الأميركي وينسى معها حياته كلها ومخدراته وأعماله ويجلس يتابع آخر أخبار المخطط الإيراني, فالذي لا تدركه إيران أنها غير موجودة أصلا على خريطة العالم كما يراها أكثر الأميركيين. وقل لي ولو كذبا كلاما عاقلا قد كاد يقتلني بك العبطُ.
لا أريد كما قلت أن أدخل في الاشتباك ولكن فقط أثار شيطاني بفعل المخطط الشيطاني السجال الذي دار في جامعة الدول العربية والرد القوي من مندوب السعودية بالجامعة السفير أحمد القطان على المندوب السوري وهو الوحيد الذي اعترض على إدانة عربية لمحاولة اغتيال ليست غريبة على سجل الحشاشين المتوزعين بين الجنوب و (قم) وقم وقف وأنت تنفجر ضاحكا من سوريا الأسد الشبل التي طالما ادعت أنها رمز الممانعة وبيت العروبة ثم هي الآن تخذل شقيقتها السعودية لمجرد طلب الأخيرة بيان إدانة لا يسمن ولا يغني من جوع, ولا يرتقي لفعل عربي لا يساوي ثمن الورق المطبوع عليه القرار.
هكذا تثبت الحكومة السورية كل يوم أنها كما تضحي بالآلاف من الشباب السوري المتظاهر سلميا, فهي لا تستحي من الالتفاف وطعن شقيقاتها العربيات, في مجرد قرار إدانة، وبالتالي فتوقعوا أن يطول ليل سوريا وتزداد الدماء الزكية تدفقا حتى يقدر الله لهذه الأمة أمر رشد.
الوسوم