كتاب سبر

مصير كل من ضرب شعبه؟!

الحرية.. Freedom .. من أجلها تهون كل الصعاب والمحن.. والإنسان كبر أو صغر أبيض أو اسود.. مؤمن أو كافر يبحث عن الحرية بطبعه لأن الحرية هي الحياة.. والتي لا يعوضها أي شيء في الكون.. صدقني لا شيء.. وما أحلى من أن تعيش حرا حيا.. فحر فقير.. مدقع في الفقر.. أسعد من ثري أسير.. وإن كان أسير بغير المعنى الحرفي للكلمة.. والشعوب كلها دائما وأبدا ما تكون الحرية هي شغلها الشاغل لأن الحرية تعني لها الحياة الكريمة وكما قال الشاعر التونسي أبوقاسم الشابي بيته الشهير (إذا الشعب يوما أراد الحياة / فلابد أن يستجيب القدر).
وعلى الحكومات أن تتيقن بأن مصيرها إن ظلمت شعبها سيكون ولاشك السقوط والانهيار والرحيل.. ليس هذا وحسب وإنما سيكون ذلك مصحوبا بسخط شعبي عام وعارم.. لا يمكن أن توقفه مهما فعلت ولعل لنا عبرة في ثورات الربيع العربي التي أتت رياحها على بلدان فيها أعتى الأنظمة استبدادا واستهانة بالشعب فنالت هذه الأنظمة حظها من المهانة والذل الذي تستحقه.
ففي تونس أقر الرئيس الهارب زين العابدين بأنه كان على خطأ وقال لشعبه (فهمتكم) لكن كلماته جاءت بعدما فات الأوان ففر هاربا.. وفي مصر أعلن مبارك أنه لم يكن (ينتوي) الترشح.. ولا حتى التوريث ولكن الشعب لم يهدأ حتى الآن وحتى بعد أن سجن مبارك ونجليه لأنه يريد أن يأخذ حقه بعدما ذاق الظلم والذل والمهانة.. وفي ليبيا كانت المأساة والنهاية لملك ملوك أفريقيا والزعيم الأوحد بعدما طارده الثوار زنقة زنقة ووجدوه يجلس كالجرذ في مصرف صحي.. وفي اليمن أجبر الرئيس غير الصالح علي على التخلي عن الحكم ووقع بيمناه شهادة وفاته.. فحقا إذا الشعب أراد الحياة فلابد أن يستجيب المسؤول.
في كويتنا الحبيبة الوضع مختلف وربما في دول منطقة الخليج العربي كلها.. فنحن في الكويت ولاؤنا جميعا للنظام وللقيادة السياسية وللأسرة الحاكمة.. وفي الكويت دستورنا غير المعلن هو الحب والاحترام والتقدير لأسرة آل صباح التي ارتضينا بها حاكمة لنا منذ سنوات طوال لذلك نجد من قيادتنا السياسية كل الحب والتقدير أيضا.
وفي كويتنا الحبيبة يجب التفريق بين النظام والقيادة السياسية من جانب وبين الحكومة من جانب آخر.. فهذه الحكومة هي التي يريد الشعب أن ترحل وأن لا تعود مرة أخرى لتمارس ظلمها وتمارس قمعها وتستمريء فسادها.
حكومتنا التي ابتلينا بها ضربت النواب والشعب وأرهبت الآمنين وهددت أمن المواطنين والأخطر من هذا وذاك أنها قمعت الحريات وأصبح الرأي الحر مطارداً ومطلوباً في نظارات المخافر وردهات السجون.. والمواطن أصبح طريد الكلاب البوليسية وأفراد القوات الخاصة الملثمين والمقنعين.. ولذلك أصبحت الحرية مطلباً أساسياً ولم يعد المطلب هو زيادة الرواتب أو الكادر أو المعاش الاستثنائي.
حكومتنا على وشك السقوط لأن الشعب لا يريدها وإذا الشعب أراد فلابد.. وما يدل على كلامي بأن الحكومة من سيء إلى أسوأ هو تضاعف عدد النواب المعارضين لها في البرلمان رغم سعيها الحثيث لاسترضاء النواب وإغرائهم.. ولاشك أنها نجحت في شراء بعض ضعاف النفوس من هؤلاء النواب.
حكومتنا بدأت المعارضة ضدها بعشرة نواب زادوا إلى 12 نائبا ثم 16 وأخيرا الآن لدينا 26 نائبا معارضا للحكومة أعلنوا عن ذلك بشكل صريح وأمام الجميع وانهم مع عدم التعاون.
لاشك أن نهاية حكومتنا باتت وشيكة وهي نهاية حتمية ومصير طبيعي لكل من يضرب شعبه ومن يستهزيء بمطالبه ومن لا يستمع للنصح من المخلصين ومن لا يعرف أن يقيم الأوضاع ويعرف من الذي ينصحه لوجه الله ومن الذي يورطه من أجل مصلحة خاصة ومطلب شخصي.
موعد سقوط هذه الحكومة اقترب جدا.. وهذه هي النهاية المنطقية والطبيعية لكل من ظلم وضرب شعبه.. وإذا الشعب يوما اراد الحياة.. فلابد أن تستجيب الحكومة وتَرحل قبل أن تُرحل.