نشر الممنوع

(يوم عاشوراء في ميزان أهل السنة والشيعة…)

كتب الدكتور فهد عامر العازب مقالة منعت من النشر، خص الحديث فيها عن بعض من موروثات أهل السنة وغيرهم من الشيعة في خصوصية هذا الشهر، والصيام فيه “خاصة التاسع والعاشر منه”، وما يتعلق به من مسائل شرعية أخرى، مستندًا في كلامه إلى بعض الأحاديث التي وردت في هذا الشأن، من مصادر أهل السنة وغيرها.
كما تناولت المقالة الأحكام المتعلقة بسب الصحابة عند الفريقين، وضرب الخدود وشق الجيوب والنياحة عند المصيبة.
المقالة حملت عنوان (يوم عاشوراء في ميزان أهل السنة والشيعة…) وهذا نصها:-
نحن في هذه الأيام في شهر الله المحرم، وهذا الشهر له مزية عن بقية الشهور فقد خص الله به عبادة لم يخص بها غيره فأحببت أن أذكر في هذا المقال شيئاً من موروثات أهل السنة وغيرهم من الشيعة في خصوصية هذا الشهر وأقصد بتلك الخصوصية (صيام شهر الله الحرام وخاصة التاسع والعاشر منه) وما يتعلق به من مسائل شرعية أخرى من مصادر أهل السنة وغيرهم فمن تلك المسائل:

أولاً: فضيلة الصيام في يوم التاسع والعاشر من محرم عند أهل السنة والجماعة:-

وردت أحاديث كثيرة في فضيلة صوم هذا اليوم، وسبب صومه من كتب أهل السنة والجماعة، فمن هذه الأحاديث: ـ
1-ما رواه ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وجدهم يصومونه يوماً يعني عاشوراء، فقالوا هذا يوم عظيم وهو يوم نجىّ الله فيه موسى وأغرق آل فرعون فصام موسى شكراً لله فقال (أن أولى بموسى منهم) فصامه وأمر بصيامه. رواه البخاري في صحيحه (3/ 1244).
2- وعن أبي قتادة – رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئُل عن صيام يوم عاشوراء فقال:(يكفر السنة الماضية) رواه مسلم في صحيحه (رقم الحديث1162 ).
3- وعن أبي قتادة – رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع) رواه مسلم في صحيحه (رقم1134).

ثانياً:  صيام يوم التاسع والعاشر من محرم عند الشيعة: ـ
فكما أن صيام يوم التاسع والعاشر فيه فضيلة عند أهل السنة والجماعة فهو أيضاً عند الشيعة: ـ
فعن أبي الحسن عليه السلام أنه قال (صام رسول الله عليه وآله وسلم يوم عاشوراء) تهذيب الأحكام لأبي جعفر الطوسي 4/ 29 والاستبصار لأبي جعفر الطوسي 2/134 وسائل الشيعة لمحمد بن الحسن الحر العاملي (7/ 337)..
وعن جعفر عن أبيه عليهما السلام أنه قال : (صيام يومه كفارة سنة) تهذيب الأحكام (4/300) والحدائق الناضرة ليوسف البحراني (13/ 371).
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن أفضل الصلاة بعد الصلاة الفريضة صلاة جوف الليل وأن أفضل الصيام من بعد شهر رمضان صوم شهر الله الذي يدعونه المحرم) وسائل الشيعة 7/ 347 والحدائق الناصرة للبحراني (3/371)
وعن علي رضي الله عنه قال : (صوموا يوم عاشوراء التاسع والعاشر احتياطاً فإنه كفارة السنة التي قبله وإن لم يعلم به أحدكم حتى يأكل فليتم صومه) مستدرك الوسائل للميزر أحسن النوري الطبرسي (1 / 594).
 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( إذا رأيت هلال المحرم فاعدد فإذا أصبحت من تاسعه فأصبح صائماً قلت – إن الراوي- كذلك كان يصوم محمد صلى الله عليه وآله ؟ فقال : نعم) .. ينظر إلى إقبال الأعمال لابن طاووس ص 554 ومستدك الوسائل لطبرسي (1/594
ثالثاً: النهي عن ضرب الخدود وشق الجيوب والنياحة عند المصيبة عند أهل السنة فمن الأحاديث:-

ما رواه ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم (ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعى بدعوة الجاهلية) (أخرجه البخاري في صحيحه 3/127).
فعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (لعن الخامشة وجهها والشاقة جيبها والداعية بالويل والبثور) أخرجه ابن ماجه في سنته رقم (1585) وصححه الألباني.
ما رواه ابو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم (اثنتان من الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب والنياحة على الميت) أخرجه مسلم في صحيحه (1/58).

رابعاً:  أما النهي عن ضرب الخدود وشق الجيوب والنياحة على الميت عند الشيعة: ـ
ما رواه الكليني في الكافي (5/527) عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال (لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بايع الرجال ثم جاء النساء فقالت أم حكيم يا رسول الله ما ذلك المعروف الذي أمرنا الله لا نعصيك فيه؟ فقال لا تلطمن خداً ولا تخمشن وجهاً ولا تننتفن شعراً ولا تشققن جيباً ولا تسودن ثوباً).
عن عمر بن أبي المقداد، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: تدرون ما قوله تعالى: (ولا يعصينك في معروف)؟ قلت لا قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة: (إذا مت فلا تخمشي على وجهاً ولا ترخي علىّ شعراً ولا تنادي بالويل والبثور ولا تقيمي عليَّ نائحة) رواه الكيني في الكافي (5/527)
 روى ابن أبويه القمي في من لا يحضره الفقيه [ 1/251] عن على بن أبي طالب أنه نهى عن لبس السواد فقال [ لا تلبسوا السواد، فإنه لباس فرعون ]. 
 روى حسن الديلمي في كتابة إرشاد القلوب [ 2/93] أن الإمام الحسين عليه السلام  دعا أقرب الناس إليه وهي أخته زينب عندما واجههم الطغاة في معركة الطف فقال لها [ يا أختاه:إني أقسمت عليك فأبري قسمي ألا تشقي علي جيباً ولا تخمشى على وجهاً ولا تدعي علي بالويل والثبور إذا أنا هلكت]. 
خامساً: النهي عن سب الصحابة رضي الله عنهم عند أهل السنة والجماعة:-
فقد وردت أحاديث في النهي عن سب الصحابة رضي الله عنهم فمن هذه الأحاديث:- 
1- ما أخرجه مسلم في صحيحة [ لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه]. 
2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ لا تسبوا أحداً من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ] أخرجه مسلم في صحيحة رقم [ 6488] 
سادساً : النهي عن سب الصحابة رضي الله عنهم عن [ الشيعة ]:- 
1-ما روى عن الأمام الصادق عن إبائه، عن  علي عليه السلام قال [ أوصيكم بأصحاب نبيكم لا تسبوهم الذين لم يحدثوا بعده حدثاً ولم يؤووا محدثاً فإن رسول الله أوصى بهم خيراً ] ينظر إلى بحار الأنوار لمحمد باقر المجلسي [ 22/305].
2- ما روى في ثناء على بن أبي طالب لأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم قال الإمام علي عليه السلام [ ولعمري أن مكانهما – يعني أبي بكر وعمر – في الإسلام لعظيم وإن المصاب بهما لجرح شديد رحمها الله، وجزاهما بأحسن ما عملا ] أخرجه عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي في كتابة شرح نهج البلاغة [ 15/76]. 
3- ما قاله على بن أبي طالب مثنياً على عمر بن الخطاب [ لله بلاء فلان فلقد قوم الأود وداوي العمد، وأقام السنة وخلف الفتنه وذهب نقى الثوب قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرها أدى إلى الله طاعته واتقاه بحقه] ينظر إلى كتاب نهج البلاغة من كلام أمير المؤمنين على بن أبي طالب – اختاره الشريف الرضي ص 350 . 
فهذه بعض المسائل تبين لنا جلياً سنّية صيام يوم التاسع والعاشر من محرم عند أهل السنة وغيرهم، وكذلك النهي عن ضرب الخدود وشق الجيوب وتحريم سب الصحابة، وأن هذه المسائل ليست مقتصرة عند أهل السنة، بل هي موجودة عند غيرهم من الشيعة والمقصود من ذكر هذه النقول من مصادرها الأصلية أن هناك توافقا في الأدلة لتلك المسائل والتي يجهلها كثير من الناس اليوم، فأسأل الله ينير قلوبنا ويجمع كلمتنا على الحق ويحفظ بلدنا وبلاد المسلمين.