سبر

سبر.. مرت سنة

كانت فكرة صغيرة مخبوءة، تربط شعرها خلف رأسها، وتتقافز أمامنا، بكل غنج، بكل “شقاوة”، وكانت كلما “عنّت” على البال قرأنا المعوذتين، ولعنا إبليس اللعين، وأشحنا بأنظارنا بعيداً عنها، إلى السماء غالباً، وغنّينا بصوت مرتفع، كي نشغل أنفسنا فـ”تزهق” – الفكرة – وتمل وتغادرنا إلى غيرنا، إلى حيث الأناس المتفرغين، أو الأقل انشغالاً منا.. بيد أن الشقية الجميلة استمرأت إغراءنا وراحت تراودنا عن أنفسنا، وقدّت قميصينا من دبر. ولأننا لا نمتلك عفة يوسف ولا تقواه، فقد استسلمنا لأهوائها، ووقعنا فرحين في شباكها. 
سبر أنثى من النوع الذي تعشقه أكثر كلما ازدادت العشرة بينكما، لولا أنها متطلبة، ولولا انشغالنا، هي من النوع الذي يلح عليك.. لتصطحبها إلى السهرة كل ليلة، لتراقصها، لتلاطفها، ل ل ل، وأنت رجل غارق في أعمالك إلى آخر قطرة من وقتك. 
كانت فكرة صغيرة مخبوءة، فأصبحت صحيفة مقروءة، كالشعراء يتبعها الغاوون، والمحبّون والكارهون، والباحثون عن الفيروز والعاشقون للكربون، من كل فج ولون. 
عفيفة كانت سبر، وما زالت، فهكذا رباها أهلها، لا تبحث عن قضايا العرض، وحكايا فتيات الليل و”كبسات” الشرطة، ولا تتحدث عن سمعة هذه المرأة ولا ذاك الرجل أو الذكر، إلا في إطار الشأن العام، كانت الخطوط الأرضية واضحة أمام الجميع في هذه الجريدة: “هنا صحافة محترمة، لا علاقة لها ببيوت الناس ولا غرف نومهم ولا فضائحهم الجنسية والأخلاقية”، وكانت الاعتراضات من الأصدقاء أنصار “صحافة الواقع” على وزن “تلفزيون الواقع”: “لا تكابروا، الفضائح الأخلاقية هي الأكثر مبيعاً، واللي تكسب به إلعب به، والصحف الأكثر قراءة في الكويت خصصت صفحاتها الأخيرة للفضائح، فهذه آسيوية وصديقها العربي يفعلان ويتركان، وهذا مدير يقبض على زوجته متلبسة مع سائقها، ووو..”، وكان جوابنا: “يفتح الله، كلٌّ ومستواه وأخلاقياته”. 
صبورة كفلّاح، تزرع البذور وترعاها إلى أن تكبر وتطرح ثمارها، كانت تؤمن بأن بعض الموهوبين لا ينقصهم إلا مجرد نافذة، فكانت هي النافذة، وكانوا هم كتّابها، وكبروا وكبرت أجنحتهم، فحلقوا في شاهق، فتابعتهم الصحف وتخاطفتهم، على وقع تصفيقنا. 
وإذا كان الكبار يولدون كباراً، فقد وُلِدت سبر  لتجد نفسها بين كبريات الصحف وأقدمها، متجاوزة كل الصفوف الخلفية إلى الصف الأول مباشرة، في غضون الأشهر الأولى من سنتها الأولى، وبلا عجب.
وها هي سبر تغني: “مرّت سنة”، على أن شيئاً من مبادئها لم يتغير، فالسقف كما هو، يسمح بنقد حتى أصحابها وناشريها، والخطوط كما هي، والقيم كما هي، كلّ شيء بقي كما هو، إلا طموحها لا يريد أن يبقى في مكانه، ولا ندري متى سيتوقف، إن كان سيتوقف. 
وكل عام وقراء سبر بخير، وهذا البلد بخير… مرّت سنة. 

دقت ساعة الزحف  
الوشيحي يرسم خطة الهجوم 
بدأ الهجوم 
مدير التحرير وسعد العجمي والفريق يبدأون الفتك بالغنيمة
الذبح تعزيراً بسكين المطبخ 

وبدأ توزيع الغنائم 
“الرئيس” يبدأ “التحويلات” بعيداً عن أعين “المحاسبة” و”المناقصات” 
مدير التحرير يبدأ “الإيداع”
تتداعى الأكلة على “كيكتها”

عياد الحربي وحمد البديح في الركن البعيد الهادي

مشعل.. أشعلها

سعد العجمي.. معشوقة واحدة (السجارة)
العصفور دون “جناحي” العشق
“مطبخ سبر

أحمد الحسيني و وليد منصور.. “خفافيش الليل”