حوارات

د.إقبال العثيمين في حوار مع سبر : مالذي يمنع أن تكون إيران مشمولة بالاتحاد الخليجي؟

–  قضية “البدون” تتطلب حلا فوريا بدلا من “اللي خاش جوازه واللي مو خاش جوازه” 

– آلمنا منظر الشاب “جاسم” الذين يعيش في سكراب أمغرة

– شئنا أم أبينا العولمة لن تترك بلدا  إلا وتلحقه بركب الحضارة

– من السذاجة أن نضرب مكونات المجتمع بخلافات مر عليها 1400سنة
رغم ان فكرة الاتحاد الخليجي ظهرت لمواجهة التهديد الايراني في المنطقة فإن الاستاذة المساعدة في كلية التربية الاساسية وعضو مجموعة 29 الدكتورة اقبال العثيمين ، لها نظرة مغايرة تماما، حيث تدعو الى ضم إيران للاتحاد الخليجي ليصبح اكثر قوة وقالت “لو كانت نظرتنا أكبر وأوسع لكان من الممكن ان نتحد مع ايران بضمها الى الاتحاد الخليجي ليكون اتحاد ذا قوة، فلماذا دائما نأخذ الجانب السلبي ولماذا هذه الحرب (هذا شيعي وهذا سني)”.
كلام العثيمين لا يعني انها تؤيد الاتحاد الخليجي إلا اذا ” اتخذ الاتحاد من الكويت قدوة في زيادة الحريات، لكن ان تاخذني الى دولة “متخلفة” او تترك الحضارة ثم تريد ان نتساوى معها فطبعا سوف ارفض الحالة”.
وروت العثيمين في حوار مع سبر قصصا للعديد من حالات البدون المأساوية التي يعتصر القلب ألما من معاناتها، التي تلمستها خلال زيارتها  القاطنين في الاسطبلات ومنطقة تيماء ومنهم معاقون ، وآخرها زيارة الشاب “جاسم” الذي يعيش في سكراب امغرة وهو من الفئات الخاصة وعمره 30 سنة.
وبحكم عضويتها في مجموعة 29  ، اوضحت العثيمين اهداف المجموعة التي تسعى جاهدة لحل قضية البدون ، فقالت ” لا اعتقد ان كويتيا مسلما يرضى بالظلم الذي تلاقيه فئة البدون”، وتؤكد انها اكتشفت عدم إدراك المجتمع الكويتي لمعاناة فئة البدون ، فهي نفسها لم تكن تدري بتلك المعاناة قبل ان تخرج في زيارات الى الاماكن التي يقطنون فيها، وقبل تنظيم الندوات التي تسلط الضوء على المشكلة ” فأتمنى ان تتنقل  الصورة الحقيقية لقضية البدون الى المجتمع الكويتي”.
“اللي خاش جوازه واللي مو خاش جوازه” .. عبارة استنكرت بها العثيمين التباطؤ الحكومي في معالجة القضية ” فقد وصلنا الى الجيل الرابع او الخامس ..ولا تزر وازرة وزر أخرى”.مؤيدة الاقتراح الذي تقدمت به كتلة العمل الشعبي، معتبرة انه سوف يحل قضية البدون بنسبة 75 في المئة.
وشددت على الحكومة بأن تفكر جديا في حل قضية “البدون” وطرح حل جذري، مستغربة تشكيل لجان من اللجنة المركزية واللجنة التنفيذية ولجنة الداخلية “ورغم جميع هذه اللجان كل واحد (قاعد يطلع له) بشكل جديد من الحلول او المزايا التي يطرحها ويعتقد انها من الحلول المناسبة لانهاء ملف قضية البدون”.
ورأت في سياق اخر أن هناك من يستفيد من التأجيج والطرح الطائفي وان كان على مستوى احزاب او تجمعات، تجسيدا لسياسة  “فرق تسد”.
وهنا التفاصيل :
 
* كيف ترين المشهد الكويتي على الصعيد السياسي، والثقافي والانساني؟

بالنسبة للوضع السياسي بشكل عام فإن تركيبة مجلس الأمة الحالية والطرح الذي يطرحوه له ردة فعل شعبية ضده في الكثير من الأمور سواء كانت في طرح القوانين  ضد الدولة المدنية فتجد غضبا شعبيا والقوانين التي تخالف الدستور او تحد من الحريات التي منحها الدستور والتعديلات المطروحة ،فجميعها قضايا تؤجج الشارع الكويتي.

أما على الصعيد الثقافي، فالثقافة صار لها فترة طويلة وليس حاليا فقط وهي متدنية، فعندما ترى نواب مجلس الأمة في برامجهم الانتخابية تجد قضية الثقافة غير مطروحة، فالثقافة تعتبر لدينا من سلم الاولويات.
اما على الصعيد الانساني فهناك مخالفات كثيرة لمواد الدستور على مستوى الفرد في عملية المساواة بغض النظر عن الجنس واللون والعرق، والاختراقات التي تصير لذلك تشكلت مجموعة 29 لوجود هذه الاختراقات لعدم المساواة.
* هناك مقالة لاحدى الكاتبات هاجمت فيه ما يعرف بالثقافة الجويهيلة.. ما تفسيرك المقصود تحديدا بهذا المصطلح؟

نعم أنا مع الكاتبة فهي ليست قضية الثقافة الجويهيلية فهي قضية اقصاء للآخر فنحن كمجموعة 29 ضد هذا الأمر.
* باعتبارك مراقبة ومتفاعلة مع ما يدور على الساحة.. الى أين تمضي الامور في الكويت؟

من المؤكد ان الامور تمضي او تسير الى المكان الصحيح، ولكن هناك خطوات فتارة خطوة للأمام وتارة خطوتين الى الوراء، ومستحيل ان نتخلف عن الركب العالمي والحضاري، وليس هناك دولة تقول أنا لوحدي سوف أظل، وحتى لو كانت هذه المسألة ذاتية ولكن الضغط العالمي والعولمة لا تترك بلدا الا وتدخله هذا السياق، وليس من السهل ان تكون دولة منعزلة، فالمؤثرات الخارجية لابد ان نتأثر بها وحتى لو ما رغبنا في التغيير، فالتغيير من الممكن أن يأتي من الخارج.
* هناك تأجيج طائفي بدأنا نستشعر ملامحه.. ما هي اسبابه؟

هناك أناس مستفيدة من ذلك التأجيج الطائفي سواء على مستوى احزاب او تجمعات، وهي تأتي من مقولة “فرق تسد” وفي الاتحاد قوة.
فاذا اتحدت المذاهب كلها سوف تكون هناك قوة شعبية، فلذلك ان اردت ان تفصل المواطنين وتلهيهم وتجعلهم يعيشون صراعات جانبية سواء كانت عن السيد عائشة او غيرها فتلهيهم بهذه الاشياء والخلافات مازالت منذ قبل 1400 سنة، فالقضايا الكبيرة الناس تتناساها او تنساها ولم تصرح بها فهناك غرض في نفس يعقوب من طرح هذا النوع.
* هناك من يعارض فكرة الاتحاد الخليجي خوفا على المكتسبات الدستورية.. الا ترين ان الحفاظ على كيان الدولة ووجودها اهم من هذه المكتسبات؟

انا ممن يعارض فكرة الاتحاد الخليجي، الاا اذا كان الاتحاد  بشكل ايجابي ،واذا كان اتحاد شعوب، ولكن اذا كان اتحاد حكومات فأنا ضد ذلك، لأنني لا اريد ان افقد مكتسباتي وحريتي بمجرد ان أكون في اتحاد حكومات، فما الذي أستفيده من الاتحاد.
فأنا أقول عطني فائدة او ايجابية للاتحاد حتى أستطيع ان أقف معه.
فليس لدي مشكلة لو ان الاتحاد يأخذ من الكويت قدوة وزيادة في الحريات، لكن تاخذني الى دولة “متخلفة” او تترك الحضارة ثم تريد ان نتساوى معها فطبعا سوف ارفض الحالة.
* ايران تسعى الى التوسع ومد نفوذها عبر استخدام سلاح الايديولوجيا.. وهناك من يرى ان الكويت اصبحت هدفا سهلا لها بعد البحرين.. هل تتفقين مع هذا الرأي؟

ايران لديهم مشاكلهم الخاصة ودائما عندما تصير لدينا مشكلة نلوح على ايران، فبالعكس لو كانت نظرتنا أكبر وأوسع لكان من الممكن نتحد ونكون مع ايران في مكون الاتحاد الخليجي وايران تنضم اليه ويكون اتحاد ذا قوة، فلماذا نحن دائما نأخذ الجانب السلبي من هذه الدول ولماذا هذه الحرب بان هذا شيعي وهذا سني وهذا ايراني، فأنا لا أستطيع استيعاب هذه الحرب على تلك الأمور.
* ما رأيك بسياسة الدولة المتبعة تجاه قضية البدون؟

قضية “البدون” آن الأوان بأن تفكر الحكومة جديا في طرح حل جذري لها ، والامتيازات تخرجها بين كل يوم والثاني كحل، وهناك شكلت لجان من اللجنة المركزية واللجنة التنفيذية ولجنة الداخلية وجميع هذه اللجان وكل واحد “قاعد يطلع له” بشكل جديد من الحلول او المزايا التي يطرحها ويعتقد انها من حلول للقضية، وأعتقد انها ما أعطت البدون حقوقهم التي كانوا هم مكتسبينها، فالبدون كانوا معنا في أيام المدرسة في المقعد الدراسي أما الآن لم نرهم فالبدون انعزلوا واصبحوا فئة فقيرة ومنعزلة ومحرومة من جميع المتطلبات الحياة الانسانية البسيطة، وهذا الأمر لا يوجد أحد يرضاه او يتقبله، ولا اعتقد ان كويتيا مسلما يرضى بالظلم الذي يحصل على فئة البدون، ومن هذا المنطلق نرفض كمجموعة 29 وانا بالذات ان فئة من الفئات تظلم سواء كانت بدون أو غيرها و أرى الـ 106 الاف بدون المسجلين في الجهاز المركزي محرومون من حقوقهم.
علما أن الحكومة صرحت ان فوق 30 او 40 الف لهم الحق في التجنيس وهم من حملة احصاء 65، ولكن عندما الحكومة تقر بذلك فلماذا لا تمنحهم حق التجنيس؟! فالتأخير والتعطيل عن حقوقهم ما هو الا شيء غريب.
وعلى حسب تصنيفات الحكومة فأنا انطلق من منطلقها، فهناك فئات الأخرى غير حملة احصاء 65 وهي من الحالات الأخرى اذا كانت لهم جوازات أجنبية فأعمل على أن يستخرجوا تلك الجوازات أليست الحكومة هي المسؤول عن ذلك، وهناك من الحالات المتعاونين فإذا كان عندك أي دليل عن هذه الناس قدمه واذا ما عندك أي دليل فقل أنا ما عندي وتنتهي القصة.
أما مسألة “اللي خاش جوازه واللي مو خاش جوازه” فقد وصلنا الى الجيل الرابع او الخامس ولا تزر وازرة وزر أخرى.
المسألة مكشوفة ومن المفترض ان يكون حل هذه القضية حالا وسريعا، ومن هذا المنطلق نروج ونسوق المشروع لحل قضية البدون ولكي ننتهي من هذا الملف الذي سيسبب تأزيما للكويت ويشوه سمعتنا في الخارج.
* مجموعة 29 هل كان لها اجتماع خاص مع الكويتيات المتزوجات من غير كويتي؟

نحن عملنا زيارات كثيرة مع “البدون” ونحن يهمنا البدون بشكل عام، أما الكويتييات المتزوجات من غير كويتي فهذه الفئة لديها الميزات أكثر من غيرها لان في الفترة الأخيرة تم تجنيسهم وصحيح أنهم من البدون ولكن ليس كالبدون الآخرين، لان امه كويتية فهذه الفئة التي تم تجنيسها سواء كان مصريا او بدون او غيره، فليس لدينا تفرقة بأن هذا أمه كويتية او غير كويتية، فنحن ننظر اليه بأن هذا الانسان ليس لديه هوية.
وزياراتنا كانت لمجموعة من البدون وآخر زيارة لنا كانت للشخص الذي عاش في الاسطبلات وزرنا منطقة تيماء لنوثق حالاتهم، ورأينا حالات يعانون من الاعاقة في تيماء وكيف يتم التعامل معها، وآخر مرة زرنا حالة شخص من البدون “جاسم” في سكراب امغرة وهو من الفئات الخاصة وعمره 30 سنة، منظر مؤلم وحالة يرثى لها ويشيب لها شعر الرأس عندما يسمع بها.
فأضيف على كلامي أن مجموعة 29 ليس لها أي مصلحة في قضية البدون بمجرد اننا شعرنا انها قضية انسانية ووطن، وليس لدينا مآرب سياسية لنتكسب من ورائها، نحن لاحظنا ان قضية البدون في المجتمع الكويتي كانت مغيبة وأنا منهم كانت مغيبة عني، وعندما رتبنا الندوات لم تكن هذه الامور موجودة لدي، فلست أدري بوضعهم المعيشي  وكم تبلغ أعدادهم، فأتمنى ان تتنقل  الصورة الحقيقية لقضية البدون الى المجتمع الكويتي.
وقد قمنا بزيارة الديواوين كديوانية التحالف الوطني والمنبر الديمقراطي وديواوين بعض التجار محاولة ان نغير ونروج ونوضح ما الذي يحصل على هذه الفئة ونعمل توعية، وكذلك نحن نحاول التأثير على مؤسسات المجتمع المدني مع الدواوين على اساس يكون هناك حل شعبي برلماني لهذه القضية.
* ما هي نظرتك على المقترح المقدم من قبل كتلة العمل الشعبي؟

مقترح كتلة الشعبي جدا مهم، وعند قراءتنا له بعثناه الى كثير من المحامين وقانونيين وزودونا بوجهة نظرهم وقد جلسنا من البدون من التابعين لتجمعات ومستقلين واعطونا رأيهم فسوف نأخذ هذه الملاحظات ونعرضها، فالجميع اجزم ان القانون وهو المقترح بأنه جيد ويمكن ان يغطي فوق 75 في المئة في عملية تجنيس البدون.
التعليقات