حوارات

والد فالح الظفيري المحكوم عليه بالقصاص في السعودية يفتح قلبه لـ سبر وينفي أن يكون أهل القتيل طلبوا الدية

 رغم فداحة الحدث، وعظم المصيبة، إلا أن الرجل الستيني (ملعب مناور الظفيري) مازال يعتصم بالصبر، لا يرى غير الثبات سبيلاً والدعاء إلى الله ملجأ وملاذاً، وهو يوشك أن يفقد فلذة كبده (فالح) الذي تورط في قضية قتل في المملكة العربية السعودية العام الماضي، وحكمت عليه المحكمة أمس بحد القصاص.

فالح.. ومن لا يعرف فالح، ذلك الشاب الذي اصطحب والدته وشقيقته العام الماضي لأداء الركن الخامس (حج بيت الله).. لكن الأقدار سارت به إلى الاتجاه الآخر.. حين دخل في مشاجرة عنيفة مع شخص آخر في حي الغسالة في مكة المكرمة، حاول أن يتفاداه بطريقة ما غير أنه لم يستطع، فسدده له ضربة بالسكين التي معه.. وكانت كافية لأن تزهق روحه.. فوقع المحظور.

وعادت الأم ومعها ابنتها الكبرى دون أن تحجا، وهي الآن طريحة المرض في غرفة الإنعاش، وفقاً لما قاله والد فالح (ملعب مناور الظفيري) الذي فتح صدره لـ سبر وأفصح عن مكنونه.

“إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب”.. بهذه الآية بدأ الوالد حديثه، ليؤكد إيمانه وثقته بالله عز وجل، ويقينه بأن الفرج آتٍ لا محالة.. وأن الأمر بيد مدبر الأمر.

وشرح الوالد تفاصيل ماحدث، قائلاً: العام الماضي، ذهب فالح (24 عاماً) إلى مكة المكرمة، مصطحباً والدته ليحقق لها أمنيتها في أن تحج بيت الله الحرام، ومعهما أخته الكبرى، لكن الأقدار ساقت له ذلك الشاب لكي يتشاجر معه، ووقع ما لم يكن بالحسبان، تشاجر الاثنان، وحاول فالح بشتى السبل أن يتفادى خصمه، بل وتوسل إليه أن “يكفيه شره” غير أن الآخر كان مصراً على مواصلة الشجار، ولم يدر فالح إلا وهو يهوي عليه بالسكين التي كانت معه.

ويستكمل والد فالح حديثه لـ سبر : لم يدرك ولدي ما فعل إلا حينما رأى ذلك الشاب ممدداً على الأرض، فبادر من فوره وأسعفه بسيارته (سيارة القتيل) إلى المستشفى، وهناك لفظ أنفاسه الأخيرة.. وقدر الله وما شاء فعل.

ويتابع: كان “فالح” قاصداً بيت الله، وكان يطمح أن ينال الأجر أجرين، بأن يحج هو ويكون مع والدته في أداء مناسك الحج، غير أن أياً منها لم يتحقق له ما أراد..

سبر سألت والد فالح إن كان أهل القتيل قد طلبوا الدية وحددوا مبلغاً معيناً، إلا أنه نفى ذلك، وقال:

والد القتيل لا يريد الدية، بل يريد القصاص، وما كتب في وسائل الإعلام عن مبلغ الثلاثين مليوناً غير صحيح البتة، لم يطلبوا الدية، ونحن عرضناها عليهم إلا أنهم رفضوا.

ويختم الوالد حديثه: بقي أن يرفع ملف القضية إلى محكمة الاستئناف في المملكة.. “وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم”.