سبر

رأي ((سبر))
السبت “الازرق” في تاريخ الكويت

باختصار اليوم السبت هو اليوم “الازرق” في تاريخ الكويت، فهو اليوم الذي تسلب فيه إرادة الأمة في “وضح النهار”، عبر اجراء انتخابات بنظام الصوت الواحد، الذي صدر بمرسوم ضرورة، رغم عدم وجود اي ضرورة لاصداره، سوى المجيء بمجلس على تفصيل الحكومة من طراز “حاضر.. تامر طال عمرك”، يختار فيه الناخب “فداويا” جديدا. 
إنه اليوم الازرق في تاريخ الكويت، لأنه سيأتي بمجلس وطني 2، ترشح فيه ابطال الايداعات المليونية، رغم “سوء سمعتهم”، كما قالت اللجنة الوطنية العليا للانتخابات. 
وهو اليوم الازرق في تاريخ الكويت، لأن عشرات الآلاف من المواطنين الذين خرجوا رافعين شعار “سلمية سلمية” قولا وفعلا، ومرددين “الشعب يريد اسقاط المرسوم” في أعظم رسالة حضارية في تاريخ الكويت، لم تحرك هذه الاعداد غير المسبوقة ضمائر اعضاء الحكومة، وتجعلها تتراجع عن موقفها الذي أغضب اغلبية الشعب الكويتي، وجعله ينتفض ضدها. 
اللون الازرق اذا كان يعبر عن المشاركة في الانتخابات، الذي اختارته احدى مرشحات مجلس الصوت الواحد، فهو بالنسبة للاغلبية المقاطعة، يعبر عن اليوم الاكثر سواداً في تاريخ الكويت، وهيهات بين من اختار البرتقالي ليقاطع انتخابات انتهكت فيها سيادته، وبين من يرتدي الازرق وهو يعلم بل يؤمن بنتائج الصوت الواحد والاهداف المرجوه منه. 
وليشهد عام 2012 الذي اجريت في بدايته انتخابات حرة، شارك فيها حوالي 60% من الناخبين الكويتيين، جاءت باغلبية اصلاحية، أوجعت السلطة برغبتها في محاربة الفساد وكشف المفسدين، ليشهد ايضا على من باع نفسه لسلطة وشارك في انتخابات تبدو نزيهة في جوهرها، الا ان الهدف منها اختيار اعضاء على شاكلة “خبل وجاهل وفداوي”!.