كتاب سبر

دلو صباحي
أوف ريحة؟!!

التصريحات التي اطلقتها المواطنة فريحة أحمد جابر قبل يومين والتى قالت فيها ان من خرج للشارع في مسيرات هم مزدوجون ولفو ومو كويتيين أصليين ومندسين هي تصريحات جارحة وخارجة عن الأعراف الكويتية.. وهي ولا شك تصريحات تخرج منها رائحة العنصرية والفئوية.. رائحة كريهة تفتت المجتمع وتجزئه وتزيده تشتت على تشتت.
تصريحات المواطنة فريحة أحمد جابر هذه.. تصريحات ولاشك تضرب نسيج المجتمع وتصيبه في مقتل وتحرض على الكره والبغض وتقسم المجتمع بغير حق ولا حتى صفة لمن قالت هذه العبارات.. فإن كانت المواطنة فريحة تعتقد أنها من علية القوم فهي بذلك لا تنظر بنظرة حكيمة للأمور ولا ترى أن الكويت فيها المواطنين سواسية بتأكيدات دستوره.
إلى متى تظل هذه التصريحات العشوائية الجويهلية تخرج علينا وبدلا من أن يسعى من يدعون الحكمة إلى لم الشمل نراهم يزيدون الطين بلة والانقسام انقساما.
كيف للمواطنة سالفة الذكر أن تطعن أكثر من 170 ألف مواطن في انتمائهم لهذا البلد الذي عاشوا وتربوا فيه وسيموتون فيه أيضا.. طيب ولا غصب.. وكيف لهذه المواطنة أن تقدم على مثل هذه التصريحات غير المسؤولة.. وهي غير مسؤولة.. ولا تحمل أي صفة كمسؤولة.. وهل لأي مواطن أن يصرح ويقول ما يريد بشأن المواطنين الآخرين ويصنفهم على هواه.
هل ترى المواطنة فريحة أحمد جابر أن 170 ألف مواطن وعائلاتهم وقبائلهم وفئاتهم ليسوا كويتيين في حين أن الفئة الأخرى من غير الخارجين في المسيرات مواطنين.. وهل أصبح من حق أي شخص أن يوزع صكوك الوطنية كيف يشاء؟!
لقد شدد سمو أمير البلاد في أكثر من خطاب ومناسبة على اللحمة الوطنية والآن نرى من يفتتها ويحاول زعزعتها ويوزع صكوك الوطنية بحسب رغبته ورأيه.. فأين ياترى القانون وأين المسؤولين في الدولة تجاه أصحاب التصريحات الجويهلية المعادية للديمقراطية وللوطنية والحرية؟.
إن في هؤلاء الذين خرجوا في مسيرات من ضرب ومن استشهد أحد أقاربه ومن سجن من أجل الكويت.. ومن أسر وعذب من أجل تراب هذا البلد فهل هؤلاء مرتزقة ومزدوجين ومندسين.. أليس هؤلاء وأبناء الكويت جميعا هم من رفضوا استيلاء صدام وأزلامه على البلاد في عام 90 عندما كانت المواطنة فريحة أحمد جابر خارج البلاد..وهم أنفسهم من وقفوا مع أميرهم وكبيرهم والشرعية ورفضوا كل الإغراءات وذاقوا الويلات من أجل هذا الحكم وهذا البلد.
المواطنة فريحة تجلس في برج عاجي وتصنف كيف تشاء ولا تعود بالتاريخ إلى الوراء ولا تقرأ المشهد ولا ترحب بصاحب رأي ولا فكر ولا مبدأ لمجرد أن ما يقوله ويؤمن به لا يتفق مع هواها.
لقد ذكر سمو الامير أن القانون يطبق على الجميع وعلى أبناء الأسرة قبل أي مواطن.. فأين الحكومة من تصريحات المواطنة فريحة وأين المسؤولين من ضرب الوحدة الوطنية والتشكيك في انتماء وولاء كل هذه الشريحة الكبيرة؟؟!!
ما هذا الصمت المطبق؟ هل هناك مخطط ما يحاك في الخفاء؟؟ هل هناك من هو فوق القانون؟؟ أسئلة يجب أن نطرحها ويجب على أصحاب المناصب الإجابة.. وإلا فإنهم موافقون على التصنيف وعلى شق النسيج الوطني والوحدة الوطنية.. وإن ترك الأمر هكذا فلن نستبعد أبدا أن يخرج علينا سفيه أو جاهل ليقول أكثر من هذا.. فهل ياترى القانون في عطلة من أجل عيون متنفذين؟؟
نقول للمواطنة فريحة أحمد جابر أنت بنت الأسرة التي نحبها ولكنك لا تحملين أي صفة رسمية وليس من حقك التشكيك في أحد.. ونقول للحكومة.. لا يوجد في هذا البلد من هو فوق القانون وإن كنتم في ريب من هذا الأمر فعودوا لتصريحات سمو الأمير لتعرفوا أن القانون هو السيد وأن الدستور يتمسك به الأمير قبل أي فرد في هذا المجتمع.. حقا حقا.. أوف ريحة.
عبدالله المسفر العدواني
almesfer@hotmail.com