كتاب سبر

لازال هناك حكمة وحكماء

لازال هناك حكمة وحكماء
بقلم.. سلطان المهنا العدواني 
ما الذي يجري في بلاد الحب والخير والسلام، الكل متشنّج والكل لا يعلم إلى أين يقودنا المجهول وما الذي يحاك في دهاليز الظلام من أعدائنا، سواءً من أبناء جلدتنا الذين لا يهمهم سوى مصالحهم الذاتية الضيقة، أم من محيطنا الإقليمي الحاقد الحاسد لنعمة استقرارنا، هل هو خير يراد بهذه البلاد وأهلها أم شر لا يعلم مداه إلا الله، ونار ستحرق الجميع، 
نتمني ونطالب الجميع بالهدوء والحكمة أن تبقي هنالك حكمه وحكماء في ظل هذا التوتر والشد والجذب من هنا وهنالك، أليس هنالك رجل رشيد في قومي. 
من الرابح ومن هو الخسران.. حتمًا كلنا خاسرون وكلنا سنعض أصابعنا ندمًا يوم تشتعل البلاد، فلا يغرنكم تصفيق وتحريض المستفيدين، وبعض ومن جاء للكويت في غفلة من الزمن، فقسمًا بالله سيكونون أول من يقفز من السفينة عند ميلانها كالفئران، ظنًا منهم باتجاهها ناحية الغرق ولكن هيهات، لأنها لن تغرق وفيها من كان أباءه وأجداده حليفًا وصديقًا وقريبًا ومحبًا لأسرة الحكم الكريمة. 
قليلًا من الحكمة عندها ستحل الكثير من المشاكل والصعاب، فقط نتمنى تدخل الحكماء وعلي رأسهم والد الجميع صاحب السمو حفظه الله ورعاه، وهو المعروف عنه الحكمة وسعة الأفق ودائمًا ما نجده في مثل هذه المواقف العصيبه كالبلسم على الجراح، سواء هنا في الكويت أو حتي في دول العالم، وولي عهده وساعده الأيمن سمو ولي العهد. 
ونتعشّم أيضاً بحكماء الكويت الأخيار وهم كثر، كالعم يوسف النصف ومشاري العنجري وناصر الروضان وغيرهم.. وأيضاً نتمنى علي الأخوة المعارضة تغليب صوت العقل والتقريب في وجهات النظر، بدلًا من التشدد والعناد الذي لن يوصلنا إلي حل بل سيزيد النيران اشتعالًا، ليستغل أعداء هذا الوطن وأهله هذا التشرذم لتسخين الأوضاع التي تصب في مصلحتهم.
ومن الأخ رئيس المجلس أن يكف لسان بعض السفهاء من أعضاء الغفلة عن صب الزيت علي النار بتصريحاتهم الشخصانية والغير مسؤولة لتأجيج الأوضاع.  
نعم هنالك الكثير من الأخطاء والتجاوزات والتساهل والانتقائية في تطبيق القوانين، ونعم هنالك فساد لاتشيله حتي البعارين، ولكن كل هذه لا تحل بيوم وليلة، ولا بشخطة قلم.. ونحن نعلم بأنها تراكمات سنوات طويلة من الفساد المعشعش في مفاصل البلاد طال السكوت والتغاضي عنها، مرةً بفعل فاعل ومرات بتسيّب وإهمال ورشاوي. 
دعونا نمسح الغشاوة عن أعيننا ونفكّر بصوت مسموع، بدلًا من دفن رؤوسنا بالرمال.. كلنا مشاركون بالتدهوّر ولن استثني أحدًا، ولكن بلغ السيل مبتغاه عندما وصل حد الهاوية، وعندها يجب أن نمسح الغشاوة عن أعيننا. 
ليكون هنالك مؤتمر حوار وطني شامل ومصارحة ومكاشفة وبدون مجاملات وتخوين، فكلنا مسؤولون عمّا وصلنا إليه من تشرذم وتفرقة وتسيّب وانفلات أمني خطير. 
لنعمل delete لكل الماضي بما فيه.. ونضغط زر refreshment لتعود الكويت أجمل مما كانت.. لتعود المحبة والألفة والأمان لنا ولأولادنا ولكل من يعيش علي هذه الأرض الطيبة.