كتاب سبر

شيلة العجوز.. وأغلاهم

رحم الله جداتنا.. كانت “شيلة” الواحدة منهن تحوي ما يخطر وما لا يخطر على البال؛ سوق مركزي بأدواته المنزلية ولوازم العائلة، مقص، معضد من الذهب المغشوش، حلتيت، مُرّة، خيط وإبرة، فلوس، سوط صغير لزوم تأديب الأحفاد باستثناء “أغلاهم”، علبة بيبسي، بخور، مصباح، صور شخصية، ووو.. 
كانت شيلتها تبز مغارة علي بابا، وكانت لا تفتحها إلا لإرضاء أغلى أحفادها، إذ تغدق عليه بلا حساب، وببذخ يفوق الخيال.
واليوم، تفتح عجوز الخليج شيلتها لتغدق على السيسي، “أغلاهم”، بأكثر مما يحلم؛ إعلام مرئي ومسموع ومقروء، مليارات الدولارات، بيانات تكفّر خصومه وتجعله في مصاف الخلفاء الراشدين، محاولة الضغط على المجتمع الدولي “ليتفهم” إجرامه، أو إجراءاته الأمنية كما تسميها العجوز، ووو…
كل ما في الشيلة نثرته العجوز في حضن “أغلاهم” باستثناء السوط الذي احتفظت به لتؤدب بقية أحفادها الذين تسلسلوا من رحمها.