حوارات

يناشد الشيخ محمد بن زايد.. عبر ((سبر)) : أعيدوني إلى وطني
قاسم البدون.. لم يطل عنب الكويت ولا بلح الإمارات

– سفارة الإمارات وعدته في 2010  بمنحه بطاقة تعيده إلى وطنه.. ومازال ينتظر
والده الإماراتي تركه في أحضان والدته بعد أن طلقها وعاد إلى موطنه الإمارات.. لينشأ الطفل ويترعرع على أرض الكويت، وهو لا يعلم مالذي تخبئه الأيام.. مرت السنوات تلتها سنوات ليحصد الرجل الذي تجاوز عتبة الخمسين من العمر ما جنته يد الوالد. 
لم يكن يعلم مطلقاً أن مستقبلاً مظلماً في طريقه، وأنه سيعيش معاناة كونه من البدون بينما أجهزة الدولة لا تعترف بذلك، وتؤكد أنه إماراتي، (وهو كذلك بالفعل) لكنه عاجز عن الذهاب إلى بلده لأنه بلا هوية، ولا جواز سفر ولا أوراق رسمية يمكن أن توصله إلى دولة آبائه وأجداده.. فهو إذن من البدون، لكنه لا يملك ما يثبت هذا الشيء.. وهو إماراتي ولا يملك ما يثبت هذا الشيء أيضاً، إلا إذا سنحت له الفرصة بالسفر إلى الإمارات.. هناك قد يتمكن من العثور على هويته المفقودة، ويعيش مواطناً في وطنه الأصلي.
تلك هي معاناة قاسم محمد كرامة سعيد صقر الكثيري.. الذي شرحها وأفاض في شرحها لـ سبر إذ قال: والدي إماراتي الجنسية، طلق والدتي الكويتية ورحل إلى الإمارات، وبقيت أنا مع أمي في الكويت.. لم أفارقها بل عشت معها في السراء والضراء. 
وحين ارتبطت والدته برجل كويتي استقر مع عائلته المتكونة من الزوجة وأربعة أبناء وثلاث بنات في شقة لا تناسبه هو ولا تناسب أسرته.
قاسم قال لـ سبر إن الطلاق بين والديه في سنة 1958 وأن لديه الاثباتات التي تدل على جنسية والده الإماراتية.

ولكنه عندما يراجع الجهاز المركزي يرد عليه المسؤولون بقولهم: أنت لست “بدون” أو كويتي الجنسية بل إماراتي الجنسية.

وأضاف قاسم: لدي الإثباتات تدل على انني اماراتي من جنسية الوالد وشهادة ميلادي، ووالدي قد توفى في الإمارات.

السفارة الإماراتية

وذكر أنه بعد الزيارات المتكررة للسفارة الإماراتية شكلوا له لجنة في تاريخ 15/2/2010 وطلبوه للحضور.. ويضيف: حضرت وقالوا أتحب أن تعيش في الامارات فقلت لهم طبعا، فهنا اي في الكويت ليست لي عيشة تذكر او دخل اعتمد عليه في إعالة اسرتي وأبنائي، فهنا معتمد على الله عز وجل ثم على اللجان الخيرية التي تصرف لي المعونة كل سنة او اربعة أشهر.. ورد علي رئيس اللجنة بقوله:  سوف نصدر لك بطاقة عودة وعلى أثر هذه البطاقة ترجع الى الامارات، فتعهدوا بأن يصدروا لي بطاقة العودة بناء على طلب من رئيس اللجنة، هناك من الموظفين من تولى مهمة تعبئة الاستمارة ووقعت عليها بعد ذلك.

ويضيف: “قالوا لي بعد يومين تصدر لك هذه البطاقة ومن بعدها هناك في الامارات تكمل الاجراءات اللازمة”، موضحا ان أحد موظفي السفارة سأل رئيس اللجنة “هل نعمل له بصمة وراثية ورددها ثلاثة مرات فرد عليهم: لا تعلموا له بصمة وراثية بل أعطوه بطاقة عودة”.

وتابع الكثيري: راجعت السفارة الاماراتية بعد يومين وبعد شهر وبعد سنة فلم أجد أي رد مقنع في اصدار هذه البطاقة فكل ما يردون علي موظفي السفارة “والله نحن منتظرين الفاكس من الامارات” فأستغرب ان رئيس اللجنة طلب منهم ان يصدروا لي بطاقة عودة فلماذا هذا التهاون وعدم المبالاة في اصدارها؟ وما هي الاسباب التي تجعل هذه البطاقة تتأخر الى يومنا هذا؟! ولماذا موظفي السفارة لم يبلغوا رئيس اللجنة بأنهم لا يصدروا لي بطاقة عودة الا باستقبال الفاكس من الامارات؟!

وقال الكثيري: انني منتظر هذا الفاكس من 2010 الى 2013 ولم أجد أي رد مقنع في عدم اصدار هذه البطاقة.
وأكد باني ذهبت الى الجهاز المركزي وقلت لهم اعطوني الدليل القاطع بأنكم تقولوا لي بأنني اماراتي ولست “بدون” حتى اذهب الى السفارة الاماراتية لأعطينهم الدليل بأن هناك جهة حكومية كويتية تثبت بأنني اماراتي الجنسية او خاطبوا السفارة بأنني اماراتي، فكان ردهم بأننا لسنا معنيين بالمخاطبة ونحن “ما لنا شغل فيك” فما عليك الا الذهاب الى سفارتك، موضحا انه لديه شهادات ميلاد أبنائه المولودين حديث الولادة فمكتوب في خانة الجنسية “اماراتي” فقلت لهم ما هو الدليل او الاثبات على أنني اماراتي الجنسية، وأين جنسيتي الاماراتية او لكي والدي اماراتي وضعتوا لي هذه الجنسية.

واكد قائلاً: إنني ترددت على السفارة الاماراتية كثيرا، وفي يوم من الأيام قابلت السفير الاماراتي في الكويت وتحدثت وشرحت له وضعي فقال لي الامر ليس بيدنا لابد من انتظار الرد عبر الفاكس.

وذكر الكثيري انه سافر الى الامارات في سنة 1996 بالجواز مادة “17” راجعت هناك في الامارات عن معاملتي للحصول على الجنسية الاماراتية فقالوا لي بأن معاملتك متوقفة حتى اشعار آخر ووالدك لم يضفك في ملف الجنسية رغم انني عملت ملف في الامارات والسفارة، ولكن الى الآن لم يعترفوا فيني، مشيرا الى انه يملك الاثباتات والدلائل القاطعة بأنه اماراتي الجنسية من حصر الوراثة وشهادة الميلاد مسجل فيها اماراتي ومصدقة من وزارة الخارجية والسفارة ولدي جنسية الوالد.

وذكر الكثيري ان احد المحامين لنا أخذ والدي قبل ان يتوفى الى المحكمة واعترف والدي بأن قاسم محمد كرامه أبني ويأخذ ورث كحال أي واحد من أبنائي.

وأشار الى ان أخوته من الوالد في الامارات حاولت كثيرا ومرارا الاتصال عليهم في حل موضوعي ولكن لم يجدوا أي حلا سوى يقولوا لهم هناك بأن انتظروا الرد عبر الفاكس.

وقال الكثيري ان الغريب والأدهى والمضحك بأنني لم يعترف فيني “لا اماراتي ولا كويتي ولا بدون” وحتى البطاقة الأمنية لم تصدر لي والسبب باني اماراتي، موضحا ان تسجيل أبنائي في المدارس على شهادة الميلاد، موضحا ان أبنائي لا يستطيعون ان يعملوا وكل ما يبحثون عن وظيفة يطلب منهم البطاقة الأمنية الخضراء وهم غير حاصلين عليها.

وأضاف الكثيري ان حالته المادية جدا صعبة ولا أستطيع توفير اي مبلغ مالي لعائلتي رغم حاجاتنا الكثيرة سواء للعائلة او للمنزل، موضحا انني لا أملك أي وظيفة او عمل اعتمد على راتبي ليكون لي دخلا شهريا اعتمد عليه بل جليس البيت لا أملك أي وظيفة تذكر، واعتمادي الكلي على اللجان الخيرية وبيت الزكاة، ومن اللجان تعطيني كل ستة شهور او سنة معونة وأما بيت الزكاة فتفضل علي بكل أربع شهور.

وأوضح ان من بناته كانتا يدرسن في المدارس الخاصة اما الآن لا أجد المبلغ المالي الكافي حتى يؤهلهن في الدراسة فالآن جليسات البيت دون أي دراسة، مشيرا الى ان أبني “علي” تطالبني مدرسته مبلغ 700 دينار حتى نتمكن من استلام شهادته الدراسية، وكذلك علي توفير 1600 دينار لتسجيل ابنائي في العام الدراسي الجديد فأجبرت ان يجلسوا في البيت.

وأشار الى ان والدته الكويتية هي التي تدفع له قيمة الايجار الشهري 185 دينار رغم راتبها الضئيل والقليل، والشقة تتكون ثلاث غرف وهي غير كافية لنا، فلولا والدتي من يدفع لي الايجار، كوني في هذا البلد لا أملك اي مقومات للحياة من عمل او وظيفة او ابناء يعملون.

وأكد أن كل اربع شهور كان بيت الزكاة يصرف لي المعونة ولكن في يوم من الأيام قال لي بأن والدك اماراتي لابد ان تحضر لنا ورقة من الجهاز المركزي وعندما احضرت لهم هذه الورقة وهي غير مكتوب عليها أي جنسية تذكر فقام بيت الزكاة بأعطائي المعونة كل سنة.

وفي الختام ناشد الكثيري سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالتفضل والتكرم عليه، قائلا سيدي ها أنذا أطرق باب سموكم وكلي ثقة وأمل بأن سموكم سينصفني وينتشلني مما أنا به من هم وعذاب، فأنا في نهاية الأمر ابن الامارات وأقولها مجدداً وبكل فخر أنا ابن الامارات، الامارات التي لم تبخل على القاصي والداني بجودها وكرمها والامارات التي لم تبخل على الغرباء والمحتاجين، فهل ستبخل عليّ وأنا ابنها، ولك الأمر يا سيدي، فكل ما أتمناه مساعدتي لأصل بأبنائي لبر الأمان والاستقرار، وأخيراً أسأل الله العلي العظيم أن يمدكم بالصحة والعافية وأن يسدد خطاكم.