بورتريه

بورتريه ((سبر)).. عن الشاعر "أحمد فؤاد نجم"
حد ضامن.. “نجم” آمن

شاعر الغلابة رحل، ولم يكن حتى يومه الأخير “ضامن يمشي آمن” ولا “مآمن يمشي فين”.. عاش طوال أعوامه الـ84 بلا ضمانات، ولا فتوى دينية تعمي العيون عن عيوبه، أو حتى ليبرالية عوراء تستنكر الاستبداد ولا تقترب من المستبِد.
ما بين التصنيفات الليبرالية والإقصاءات الدينية، عاش شاعر العامية المصري “أحمد فؤاد نجم” معترضًا طوال مسيرته، من الاستعمار الإنجليزي إلى معاصرته لحكام مصر الثلاثة “جمال، السادات ومبارك”، وفي عهد “مرسي” المنتخب.. في كل الأزمان كان يخشى الهدوء، ويبحث عن الإزعاج كي لا ينام الظالم هانئًا على فراش المظلومين.
كانت كلماته تشيخ لتعيد إلى مصر شبابها، وروحه تفنى يصارع ختام عهده بالدنيا وهو يكتب مقدمة عهد مصر بالحرية، هو “نجم” الشعر وهدايته، يتظاهر بالرحيل ولا يرحل منه إلا الكفن. عندما ينتهي المصريون من عرس جنازته، ستخلع كلماته عنها سواد الموت، وترتدي بياض الروح لتخرج من أفواه عشاقه “نجومًا” جديدة. 
الشاعر الذي لقّب نفسه بـ”الفاجومي” الجريء في نقده، وصفه الشاعر الفرنسي “لويس أراغون” بأنه فيه قوة تسقط الأسوار، فيما كان الناقد المصري الدكتور “علي الراعي” يلقبه بـ”شاعر البندقية”، تم اختياره سفيرًا للفقراء في صندوق مكافحة الفقر التابع للأمم المتحدة عام 2007.
ولأنه دائم الاعتراض، بلسانه وفعله على واقعه.. لم يتحمّل البقاء طويلًا في حزب الوفد عندما انضم إليه في منتصف 2010، واستقال منه بعد 4 شهور فقط، بسبب إقالة د.السيد البدوي شحاتة رئيس الحزب آنذاك لـ”إبراهيم عيسى” من رئاسة تحرير جريدة الدستور بعد ان اشتراها مع عدة شركاء، وساهم في ثورة 25 يناير ليؤسس حزبًا أطلق عليه “حزب المصريين الأحرار”.
عهد “نجم” سار على تفضيل “علي شريعتي” للسير في الشارع وهو يفكّر في الله سبحانه، على البقاء في المسجد وهو يخشى على حذائه من السرقة.