بورتريه

بورتريه ((سبر))
“مانديلا”.. شعر قابل للترجمة

على طريق الحرية تصطدم بأعوان ظالميك، وتضيع معهم جهدك وتنسى خصمك.. ولكن على عكس طريق الزعيم الراحل “نيلسون مانديلا” في النضال السلمي، لم يصطدم مع أحد، وتركهم يصطدمون ببعضهم، عندما رفض التمييز العنصري على أقرانه وضد خصومه.
كان يكتب قصيدة الحرية بمزيج من العشق لفطرة الإنسانية، وكفاح لأجل حياة أجمل.. قصيدته لم تقترن بلغة، لذلك تعامل معها الجميع وترجمها على محيطه، و”كيّفها” على أهدافه.. كان النبتة الأولى التي زرعت انتخابات في جنوب أفريقيا لكل الأعراق بلا تمييز، بعد أن قضى 27 عامًا في السجن بسبب مناهضته للفصل العنصري، ليخرج من السجن ويحكم بلاده خمسة أعوام.
أثناء سجنه.. قاد مناصروه حملة عالمية لإطلاق سراحه توجّت بالنجاح في عام 1990، ليترأس بعدها الزعيم “مانديلا” المؤتمر الوطني الأفريقي، ويقود مفاوضات مع رئيس بلاده آنذاك “دي كليرك” لإلغاء الفصل العنصري، وإقامة انتخابات متعددة الأعراق.. وفور فوز حزبه، انتخبوه رئيسًا للبلاد، ولكنه لم يحتكر الحكم على نطاق الظلم الضيّق الذي عانى منه، بل قام فورًا بتشكيل حكومة وحدة وطنية لنزع فتيل التوترات العرقية، أسس لعهد جديد في بلاده، بدستور مختلف ولجنة للحقيقة والمصالحة تحقق في انتهاكات حقوق الإنسان في العهد الماضي.
كان العمل الرئاسي يرسم حدودًا تضيق به نفس “مانديلا”، فهو بسيط يكره البروتوكولات الرسمية، لذلك اكتفى بولاية رئاسة واحدة، وتنحى بعدها ليسلّم زمام الأمور إلى نائبه “تايو إيمبيكي”، ويصبح بعدها ملهمًا للشعب وأحد الحكماء الذين يرجعون إليهم، وارتكز نشاطه على العمل الخيري في مجال مكافحة الفقر وانتشار الإيدز من خلال مؤسسته “نيلسون مانديلا”.
حاز على جائزة نوبل للسلام في عام 1993، وجمع بين تكريم أمريكا له بميدالية الرئاسة للحرية، كذلك حصل على وسام “لينين” من النظام السوفييتي.. ومشاكساته في طفوله جعلت المقربون إليه يطلقون عليه لقب “روليهلاهلا” أي “نازع أغصان الشجر”.