بورتريه

بورتريه ((سبر))
“عصمت عبدالمجيد”.. الدبلوماسي الهادئ يرحل بهدوء

الفارس الأول في عودة مصر إلى عمقها العربي بعد قطيعة اتفاقية السلام، وصاحب الموقف المشهود من الغزو العراقي للأراضي الكويتية باعتباره ما حدث كارثة لحقت بالأمة العربية، والذي يتصف بالهدوء الدبلوماسي.. “عصمت عبدالمجيد” رحل أمس بهدوء وشيّع بهدوء إلى مثواه الأخير حيث كانت بداية عهده من الاسكندرية.
الدبلوماسي ذو الـ90 عامًا، يعود نشاطه السياسي إلى حقبة الخمسينيات، عندما ساهم في المفاوضات المصرية البريطانية حول جلاء القوات الإنجليزية عن مصر عام 1954، وأبرز محطاته في مصر عندما استثمر سنواته الطويلة التي قضاها في فرنسا للدراسة ليكون ضمن الوفد الذي تفاوض لإعادة العلاقات المقطوعة بين بلده وباريس إثر العدوان الثلاثي الذي شنته فرنسا وبريطانيا وإسرائيل على كصر في عام 1956.. حيث انتهت المفاوضات في 1957 ونتج عنها توقيع اتفاقية زيوريخ لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وباريس.
“عبدالمجيد” هو من خريجي كلية الحقوق في مسقط رأسه الاسكندرية عام 1944، وسبق له الحصول على 4 شهادات دبلوم من جامعة باريس في القانون والاقتصاد والعلوم السياسية، كما تمكّن من الحصول على الدكتوراه في القانون الدولي من نفس الجامعة عام 1951.
وعيّن مندوبًا لمصر بالأمم المتحدة عام 1972، وشغل منصب وزير الخارجية عام في 1984، ليتوّج جهوده الدبلوماسية والسياسية برئاسة منصب الأمين العام لجامعة الدول العربي طوال عشر سنوات، بدأها في عام 1991 حتى 2001.
وحصد الراحل العديد من الأوسمة و الجوائز، حيث حصل على وسام الجمهورية، كما تم تكريمه من عدة دول مثل فرنسا، وإيطاليا و اليونان و ألمانيا.. ولـ”عبدالمجيد” موقف من الغزو العراقي الذي وقع على الكويت مطلع التسعينيات حيث اعتبره كارثة لحقت بالأمة العربية، وترأس حينها الوفد المصري في اجتماع وزراء الخارجية الذي عُقد في الجامعة العربية.