تحقيقات

مواطنون لـ((سبر)): حوادث تقلب أيامنا من أفراح إلى أتراح
قيادة “البقيات” في المخيمات بلا ضوابط.. وتهدد حياة صغار السن

  • بدر الهزاع: حوادث “البقيات” تقلب أيامنا من أفراح الى أتراح
  • حمد المطيري: نطالب رجال الأمن والبلدية بتنفيذ حملات مفاجئة وضبط المخالفين
  • محمد العنزي: ضرورة امتناع الاهالي عن عدم قيادة ابناءهم البقيات
  • خالد العلي: المتاجرة بالبقيات وتأجيرها للصغار دون الرجوع إلى ولي أمره
ظاهرة قيادة “البقيات والبانشي” في المخيمات ليست غريبة على المجتمع الكويتي، ولكن انتشارها بين صغار السن بات يشكّل خطرًا كبيرًا عليهم، فهناك إقبال غير مسبوق من فئة الشباب على قيادتها ويرونها من زاويتهم بأنها أداة مسلية، سرعان ما تتحول إلى أداة هلاك.

ويستغل المواطنون موسم المخيمات للتنزه في البر، لاسيما في الأجواء الممطرة الجميلة مصطحبين أبناءهم وذويهم للترفيه عنهم بعيدًا عن ضوضاء المدينة والروتين الممل، ولكن ما يؤدي إلى ازعاجهم هو إقبال الأطفال على قيادة هذه المركبات الخطرة التي تفتقد وسائل الأمن والأمان.

حيث قال عدد من رواد المخيمات لـسبر: “قيادة البقيات بالشكل المزعوم الذي نراه كل ويك اند غير لائق، ولابد أن تتخذ الجهات المعنية في الردع من هذه الظاهرة التي باتت تشكل خطرًا على أبنائنا فضلًا عن تطاير الغبار والأتربة وأشبه بالعاصفة الصيفية”.

سبر استطلعت عن آراء المواطنين حول هذه الظاهرة، خصوصًا إنها تتنامي من قبل فئة الشباب وصغار السن، لتستكشف أضرارها المادية والبشرية.

تعكير صفو الاستمتاع.. بالبر 

بدايةً قال بدر الهزاع أن “البقيات والبانشيات” تشكّل خطورة على أبنائنا في حال حدوث الحوادث، وتقلب أيامنا من أفراح الى أتراح، مؤكدًا إنها أصبحت هواية لدى الكثيرين من الشباب والفتيات.. وأشار إلى أن الأمر عكر صفو الاستمتاع بالبر نتيجة الأصوات المزعجة التي تصدرها تلك البقيات والغبار الذي ينتج منها. 

وكشف عن أن هذه البقيات تعتبر مصدر خوف وهلع لدى كثير من أولياء الأمور، للخطر الناتج منها على أبنائهم ما أودى بحياة الكثيرين وشوّه الآخرين منهم بإصابات وعاهات مستديمة تلازمهم طيلة حياتهم.

مطالبات بحملات مفاجئة من البلدية والداخلية 

من جهته، يرى حمد المطيري أن المخيمات الربيعية، تشكل المتنفس الوحيد للعائلات وللشباب، حيث يتم قضاء وقت ممتع أثناء فترة فصل الشتاء ضمن الأجواء الباردة، والابتعاد عن الروتين اليومي المعتاد، وضوضاء المدن المزعج بكل تعقيداته.

ولفت المطيري إلى بعض المشكلات التي تحدث في المخيمات الربيعية، من قبيل تواجد المستهترين من بعض الشباب الذين يتخذون السيارة وسيلة للتشفيط، فضلاً عن قيادة صغار السن دون الخامسة عشرة البقيات والبانشيات أو ما شابه، معرضين حياتهم للخطر، بالإضافة إلى الضوضاء التي تصدرها جراء قيام الشباب بالتشفيط والتقحيص والاستعراض الذي يخرج عن إطاره المعقول.

وطالب المطيري رجال الأمن والبلدية بتنفيذ حملات مفاجئة، وضبط المخالفين في العبدلي وطريق كبد وحجز البقيات، إضافة الى تحرير مخالفات رادعة يمكن أن تشكل حماية لمرتادي البر. 

تلوّث الجو 

بدوره، ذكر مشعان الشمري أن مخيمات البر في الأساس وسيلة للترويح والترفيه على جميع أفراد الاسرة، خصوصًا الأطفال، ناهيك عن التواصل بين مختلف الأقارب، وتعد فرصة ثمينة لتغيير روتين الحياة والهروب من ضغوط العمل وضيق منازل بعض المواطنين الحديثة، بعكس المخيمات التي تنعم بأجواء نقية وصافية بعيدًا عن الملوثات الصناعية والبيئية المختلفة.

واستدرك قائلًا أن هناك بعض السلبيات التي تعكّر جو صفو المخيمات التي لا يبالي لها البعض في الأخذ بها دون مراعاة شعور الآخرين من النزلاء في المنطقة البرية مثل قيادة البقيات والبانشيات التي تؤدي إلى تلوث الجو من تطاير الغبار، بالاضافة الى قيادتهم السريعة لتلك الآلة التي ما تؤدي بهم الى المخاطر.

ضرورة ترشيد الأبناء 

أما محمد العنزي فأكد إلى ضرورة امتناع بعض الاهالي من رواد البر عن قيادة أبنائهم البقيات في البر المتسع دون أي رعاية أو اهتمام، ما يتسبب في بعض الحوادث وتعريض حياتهم للمخاطر، مشددًا على قيام الأسرة بترشيد أبنائهم من خطورة الأمر، وكذلك تزويدهم بالتعليمات التي تقيهم من السلبيات التي ما تكون غالبًا تكرر في كل عام من قيادة البقيات واستخدام أدوات التدفئة والفحم بكل حذر.

مؤجرو “البقيات” يبحثون عن الربح المادي فقط 
وأشار خالد العلي الى أن هناك من يتاجر بالبقيات ويؤجرها للأبناء الصغار دون أي اهتمام بالأمر بالرجوع إلى ولي الأمر أو التشديد على أن يكون والد الطفل معه، مؤكدًا أن الامر بات ماديًا إلى أبعد الحدود، بعيدًا عن ما تؤول إليه الأمور من حوادث.

وأكد العلي أن بروز الظاهرة بشكل ملفت للأنظار، خصوصًا ان مؤجريها كثروا بالآونة الأخيرة، موضحًا أن الأتربة والغبار يصدر منهم ما يؤدي إلى إزعاج أصحاب المخيمات الملازمين لهذه البقيات، فما ذنبهم… بدلًا من استنشاقهم الهواء النقي يستنشقون الغبار والطوز!

وذكر أن هناك من الأهالي قد تبدلت فرحتهم الى كآبة وتعاسة نتيجة أن الكثير من الاطفال الذين استأجروا لهم تلك الآلة المرعبة تسببت في فقد أطراف الاطفال او الكسور الكبيرة، بل أن الأمر لم يتوقّف عند هذا الحد، بل لآثارها غير الجيدة على البيئة البرية.

برامج توعوية 

أما عدنان الهلال فطالب بضرورة تقديم برامج توعوية في مختلف وسائل الإعلام لتوعية المواطنين بكيفية جعل التصرفات داخل المخيمات ايجابية بعيدة عن كافة السلبيات، إضافة إلى كيفية التعامل مع المواقد والمدافئ، ومختلف الأجهزة التي تكون عرضة لإشعال الحرائق، وكذلك توعية الأسرة بضرورة السيطرة على أطفالهم للحد من حوادث البانشي والبقيات.

وشدد على رواد المخيمات توخي الحذر من الطرق المؤية إلى المناطق البرية من التأني في السرعة والتقيد بتعليمات المرور خشية من الوقوع في الحوادث.