كتاب سبر

دلو صباحي
وينك ياشيخ محمد؟

لا أحد ينكر أن الشيخ محمد الصباح وزير الخارجية السابق من الشخصيات السياسية المحبوبة شعبيا والمؤثرة في الرأي العام ومن أصحاب الحنكة السياسية التي اكتسبها في مدرسة الحكم وفي مدرسة أسرته سواء الكبيرة أو الصغيرة.
الشيخ محمد الصباح وإن كان مسؤول سابق إلا أنه ليس ككثير من المسؤولين السابقين الذين غالبا ما تشوب مسيرتهم الشوائب وعليهم الكثير من علامات الاستفهام والملاحظات الأكثر.. بل هو من الندرة من المسؤولين السابقين الذين خرجوا من الوزارة والجميع يشهد لهم بالكفاءة والإخلاص وبياض اليد والراية الناصعة البياض.
أين محمد الصباح مما نحن فيه الآن من اضطرابات في الدول المحيطة وما يطلق عليه الربيع أو الخريف العربي؟؟ أين هو من المؤامرات التي تحاك من حولنا وعلينا في السر والعلن.. أين هذا الرجل الخبرة صاحب العلاقات الدولية والمحبوب شعبيا والمؤثر في الحكم من هذا كله؟؟
نحن هنا لا نقلل من شأن الشيخ صباح الخالد وزير الخارجية الحالي ولا نتهم الشيخ جابر المبارك بإقصاء الشيخ محمد لأننا نعلم كيف تشكل الحكومات في بلدنا.. ولكننا في الحقيقة نستغرب أن يكون هناك مسؤولين سابقين لفظهم الشعب ونحاهم جانبا ومازالوا يلعبون أدوارا في الخفاء ويحيكون المكائد ويتواجدون في المجتمع بشكل أو بآخر.. بينما رجل محبوب كمحمد الصباح لا نسمع له صوتا أو نسمع عنه شيئا فلا هو متواجد اجتماعيا ولا ظاهر على الساحة بأي شكل كان.
من الخطأ أن يكون رجل من جيل الوسط كمحمد الصباح خارج اللعبة السياسية بينما هو يستطيع أن يفيد كثيرا من أي موقع في رسم خريطة الكويت السياسية المستقبلية وفي تحديد خط سيرنا في القضايا الاقليمية والدولية.. ومعروف للجميع أن جناح محمد الصباح ليس له أي خصومة مع أي كان ولهذا الرجل أرث عظيم تركه له بالأخص الراحلون صباح السالم وسالم الصباح وعلي الصباح
من الخطأ أن يفسح المجال أمام شخصيات خرجت من الحكم بضغوط شعبية وأصبحت تستخدم سطوة المال في رسم الخريطة السياسية.. كما هو من الخطأ أن تبتعد يا شيخ محمد تماما ولا تتواجد للقيام بدورك الطبيعي.. ونحن هنا لا نطلب منك شراء الذمم كما يفعل البعض.. بل نطالبك بعودة الفارس بشفافية ووضوح ونقاء.. لأنه يجب أن تعود وأن يعمل أصحاب القرار على اقناعك بأن تشارك في صناعة التاريخ الذي لن يرحم كل من تهاون في حقوق أهل الكويت ومطالبهم.
عد يا شيخ محمد وقل للجميع أنا هنا.. جئت لأشارككم في كتابة تاريخ بلدنا بكل إخلاص وشفافية.. فكتابة التاريخ ليست حكرا على أصحاب السلطة والسطوة.. أصحاب المال والمكائد والفتن.. كتابة التاريخ يشارك فيها أيضا من يهمه مصلحة هذا البلد.