نشر الممنوع

في مقال مُنع من النشر لـ"عبدالله العدواني"
الخبل القلّابي.. أمس ضد البدون واليوم معهم

دلو صباحي
بقلم/ عبدالله المسفر العدواني
بياع الخبل عباته؟!!
لا أعلم لماذا يخطر ببالي شخصية نيابية مثيرة للجدل متناقضة في مواقفها وأنا أقرأ وأشاهد تصريحات خبراء الأرصاد الجوية هذه الأيام والذين يصفون الطقس حاليا بالمثل القائل (بياع الخبل عباته)، وهو مثل معروف لنا ككويتيين لا يحتاج إلى شرح.. لذلك نترك للقارئ الكريم أن يفسره كيف يشاء ويطبقه على من يشاء ويقوله لمن يشاء.
وأنا أشاهد هذه الشخصية النيابية على شاشة احدى المحطات الفضائية خطر ببالي خبراء الأرصاد وحديثهم عن الطقس المتقلّب.. ذلك أن النائب ظهر وكأنه ليس بذلك النائب الذي نعرفه ونعرف مواقفه، بل ربما نحفظها عن ظهر قلب، كونه كان بارزًا في مجلس الأمة المنحل وكانت مواقفه غريبة عجيبة من قضايا مهمة ومصيرية يجمع في الرأي عليها معظم أبناء الوطن.
النائب الخبل ظهر على شاشة الفضائية وكأنه نائب آخر، وكأن هذا النائب في المجلس السابق المنحل ليس هو النائب نفسه في المجلس الحالي لا في آرائه ولا أفكاره ولا معتقداته ولا مبادئه.
النائب القلّابي على شاشة الفضائية  عبر عن مواقفه في قضايا مختلفة بشكل مغاير تمامًا لما كان يقوله ويعتقده في السابق.. وانسلخ من أفكاره تماما.. بل وبدّل جلده بشكل كامل وأصبح ما يقوله عكس ما كان يقوله في المجلس السابق المنحل، وفي المجالس السابقة كذلك.
الخبل القلابي والذي كان يقف قلبا وقالبا ضد قضية البدون، نجده الآن مع البدون، ويساندهم في موقف متناقض تمامًا.. ونجده يُعاتب الحكومة على عدم تطبيق قانون التجنيس في حين أنه كان أول الهاربين من التصويت في الجلسة الخاصة بهذا القانون.
هذا النائب والذي كان ينتقد حديث المعارضة سابقًا حول القبيضة وشراء ذمم الإعلام نجده اليوم يقول أن هناك من يعيش ويترزق على مسبته في وسائل الإعلام!! سبحان الله!!!
الخبل إياه الذي كان يرفض  تعيين البدون بالوزارات، ويرفض اسقاط القروض ويرفض زيادة الرواتب، نجده الآن يتحدث عن البطالة وحقوق البدون ويطالب بكل القضايا التي كان يرفضها.
نعلم أننا نعيش في عصر المتناقضات.. ولكننا لم نكن نعلم أننا نعيش بعصر تغيّر المبادئ بين ليلة وضحاها.. ولم نكن نعلم أن الكرسي يعمي القلب والعقل.. وأن العزل أو الخلع أو الإزاحة عن الكرسي تجعل الرجل لا يستحي من تصرفاته المتناقضة.
فعلا هذه الأيام وكما يقول خبراء الأرصاد تذكرنا بالمثل القائل (بياع الخبل عباته).