كتاب سبر

العرب “السايسكوبية”.. والحظيرة الغربية

بهدوء تم إقرار اتفاقية سايكس بيكو بعد سقوط الدولة العثمانية وبعدها تم تمزيق الأمة العربية لدويلات صغيرة، ولم تكن هناك صعوبة تذكر واجهت الغرب في إتمام الاتفاقية، فالعرب تعايشوا مع سايكس بيكو وتقبلوها لحظة بدء سريانها، وهنا علم الغرب أن بعبع عودة الدولة الإسلامية اختفى بنسبة 80?، بشرط عدم التغافل عن مراقبة الشعوب العربية لئلا يرفع أحدهم عقيرته يوما ما منادياً “واسلاماه”.
لم يكن الغرب وحده هو المستفيد من هذه الاتفاقية بل حتى الأنظمة العربية التي شُكّلت بعد إقرارها، أيضاً هي مستفيدة لاستقلالها ببلدانها وشعوبها وانغلاقهم على أنفسهم، مما أدى إلى انشغال الشعوب العربية بالأوطان والحدود الجغرافية بعيداً عن هموم المسلمين المستضعفين في جميع أقطار الأرض … وهنا اصبحت الوطنية “السايسكوبية” بديلا عن الأممية الإسلامية العابرة للحدود… ومع هذا الاستقلال العربي والمسرحية الطويلة العريضة التي صفق لها الجمهور العربي طويلا، إلا أن الحقيقة التي تدور خلف الكواليس هي أن تلك الدويلات العربية مازالت تقبع في حظائر الغرب، ترعاها تحت ناظريها وتتحرك برهن من إشارتها.
وأما عن الجيوش العربية فلاتسل… فماهم سوى “سكيورتية” على أبواب الأنظمة العربية، لذلك لايخشى الغرب سطوة تلك الجيوش… ولكن سل الغرب ما الذي يشغل بالكم ويقلقلكم من نسف اتفاقية سايكس بيكو وأنتم أصحاب الترسانة الثقيلة والنووية التي يخشاها سكان المريخ والقمر…… هنا سيقولون لك وبصوت واحد … المجاهدون هم من نقلق بشأنهم، فترسانتهم أشد وأفتك من أسلحتنا النووية!!، فسلاحهم النووي يكمن في هذا البيت:
يَجُودُ بالنَّفْسِ إِنْ ضَنَّ الجَوادُ بِها 
والجودُ بالنَّفْسِ أَقْصَى غايةِ الجُودِ