كتاب سبر

الكويت مضيّعة الجادة ..!!

عندما يلتفت الكويتي من حوله يرى دول الخليج تتحرك لمصالحها -وإن كان تحركها 50 بالمية منه فاشل ولكنها على الأقل تتحرك وتقول للمنطقة “أنا هنا”-، ويلتفت في الجهة الأخرى فيرى الداهية الكبرى إيران تتحرك وتمد نفوذها كالأخطبوط من خلال أتباعها ومن خلال العراق الحديقة الخلفية التابعة لها والتي تجاورنا وتلتصق حدودها بحدودنا… وبعدها يلتفت للكويت فيراها تقف في منتصف الطريق كالطفل التائه الذي يمد يديه ليلتقطه “هذا” ويضعه في آخر الطريق ويتركه، ويأتي “ذاك” ليلتقطه من يديه ويعيده إلى أول الطريق ، وهكذا يبقى الطفل مستمر في توهانه حتى يأتي يوماً أغبر فيخطفه أحدهم في غمضة عين دون أن ينتبه له أحد. 
اللوم هنا لا يقع على الكويت بل على الذين يتناوبون على قيادتها وهم “مضيعين الجادة” !!  … فعلى المستوى المحلي، في كل مرة تأتي حكومة وما أن يتم تشكليها حتى تتسابق الأيدي على الإمساك برقبتها وإرغامها على لبس الخطام وامتطائها في إتجاه المصالح الخاصة ، وفي كل مرة تتغير الوجوه لكن الخطام هو نفسه (أحمر مقرون بالأسود).. وأما على المستوى الدولي ، فهي تجلس على قارعة الطريق وتمر عليها مجموعة دول ويومئون لها لتتبعهم ، فتمشي خلفهم حتى تصل المجموعة لمقر الاجتماع فيوصدون الأبواب دونها ، فتجلس على نفس القارعة تنتظر أول مجموعة دولية تخرج من الباب وتوميء لها لتمشي خلفها..!!
               *************
إذا كان الإنسان إمعة فلا تنتظر منه قرارات ناجحة لنفسه أو لأهله… فكيف بدولة ، يشتتها المتنفذون من الداخل وتدفعها الأيدي من الخارج؟!… كيف يثقق بها الشعب ويتأمل من حكومتها قرارات تخدمه وتلامس معاناته اليومية وهو يعلم أنها تائهة بين الفاسد من الداخل وبين القوي من الخارج ؟!…
نقطة مهمة:
والله لا نفرح بما يجري للكويت داخلياً وخارجياً ، ولا نحقد على على الغلابة الذين يتناوبون على قيادتها ، ولكن نتمنى على كل مسؤول يعلم أنه ليس قادراً على تحمل المسؤولية أن يتنحى … فالشر من حولنا بدأ يتطاير والأرض من تحتنا ملتهبة … أنه كيان البلد الذي بدأ يتضعضع وعن قريب سيسقط كالركام إن استمر الحال كما هو عليه…… أليس في القوم رجل رشيد؟