كتاب سبر

دلو صباحي
الكرة بين الشيخ طلال والحكومة!!

طبعا الهزيمة الثقيلة التي تعرض لها منتخبنا الوطني على يد المنتخب العماني والخروج المذل من بطولة كأس الخليج بعدما كانت الكويت دائما أول المرشحين للفوز بالبطولة يجعلنا نتساءل من المسؤول عن تدهور أوضاعنا الكروية الآن.. هل هو الاتحاد أم من هم فوق الاتحاد.
وبطبيعة الحال الآن.. ولأن الفشل ليس له أب يتبناه أو يتحمله والنجاح كل يدعي أبوته فقد هرب الجميع أو يحاولون الهروب من المقدمة حتى لا يصابوا بسهام المواطنين الذين أزعجهم كثيرا مستوى منتخبنا الوطني وأداءه الضعيف.
المباراة الآن أصبحت بين الحكومة واتحاد الكرة أو بالأحرى الشيخ طلال الفهد.. والكرة أصبحت بين أرجل الفريقين يتم تناقلها بين الجانبين فيما يجلس المواطن يشاهد هذه المباراة ومتى وإلى أين تنتهي.
الحكومة بادرت بالهجوم وبإصدار تصريحاتها وكانت الهجمة الأولى بأن مجلس الوزراء يدعو لاتخاذ تدابير فاعلة لمعالجة الاختلالات ويطالب الجهات المعنية بإيجاد السبل لضمان التزام المؤسسات الرياضية بالمسار الصحيح.
هجمة حكومية لم تؤت ثمارها انتهت (اوف صايد) حولها الفريق المنافس وهو اتحاد الكرة بقيادة رأس الحربة الشيخ طلال إلى هجمة مرتدة ملعوبة بحرفيه وموهبة كبيرة ليحرز هدف بالتسعين في مرمي الحكومة وسط هتاف جماهيري كبير.
الشيخ طلال سجل هدفه أمام الجماهير ورمى الكرة في ملعب الحكومة بعد بيانه الذي اطلع فيه الجمهور على انه قام بمسؤولياته وأنه سيتخذ خطوات ليعيد للكرة الكويتية هيبتها وان اهم هذه الخطوات اعداد تقرير متكامل يتضمن جميع المعوقات التي تواجه تطوير الكرة الكويتية وجميع المطالب والاحتياجات التي تعين الاتحاد للنهوض بالمنتخبات الوطنيه لتقديمه لمجلس الوزراء!!
تصريح الشيخ الفهد كان ذكيا جدا به هجوم مبطن واحرج الحكومة بأكملها ووضعها في موقف لا تحسد عليه وجاء التصريح به ارضاء للجماهير واعتذار عن تصريحات سابقة كان يرسل من خلالها اشارات.
وقال انه يرسل هذه الاشارات “الى الجميع بأننا كاتحاد كويتي لا نتخذ قرارات أحادية الجانب ولا قرارات عاطفية لدغدغة المشاعر ولكننا وبالرغم من قناعاتنا بأهمية العمل المؤسسي القائم على اتخاذ القرار الجماعي وانطلاقا من تقديرنا للجماهير الكويتية العزيزة على قلوبنا التي اعتذرنا من اجلها سابقا لا نجد غضاضة في تقديم الاعتذار مجددا لها باسمي وباسم أعضاء مجلس الإدارة وجميع أعضاء الوفد”.
المباراة بين الفهد والحكومة لم تنتهي ويصعب التنبؤ بموعد انتهائها.. لكن المهم لدينا الآن ليست هذه المباراة وإنما مستوى منتخبنا الوطني ومتى نعود لنحصد البطولات من جديد.. ونتمنى أن يتصالح الفريقين لنجد في النهاية كل الجهود تنصب للنهوض من تلك الكبوة التي نأمل أن لا تطول.