كتاب سبر

أردوغان.. وبغال الطاعة

أردوغان ، رجل أحيا دولة ووضع تركيا في مصاف الدول العالمية ، وجعل الغرب يحسب له ألف حساب، وجعل من حكومات العرب الخُنّع عاجزة والكمد يقتلها لأنه يجبرهم بأفعاله الكريمة مع الشعب السوري ومع شعبه على الحذو حذوه وهذا ما لا يريدونه ، وهم -أي الخنّع- لا يريدون إغضاب الغرب بقرارات جريئة أو المساومة على الأقل، لذلك أردوغان يحرجهم أمام شعوبهم بهذه القرارات الداخلية والخارجية.
وهنا تحركت بغال الطاعة من أدعياء السلفية التي تركت حظيرتها وأخذت ترعى في حدائق أردوغان وهي منصاعة لعصا العلمانية بعد أن سمحت لها بسوقها نحو المراعي التركية !…ولذلك تجد هذه البغال لا ترفع رأسها ولو قليلًا وتلتفت خلفها لترى بأم عينيها الانحلال الفاضح في إحدى الدول الخليجية فضلًا عن الانحلال الكبير في الجمهورية “السيسية” !؟… ماذا ينقمون على أردوغان الذي يسعى جاهدًا لعودة بلاده العلمانية لتاريخها الإسلامي القديم رغم علمنة تركيا المتجذرة حتى النخاع ؟.… والأهم من ذلك كله لماذا يجحدون دور أردوغان الذي فتح حدود بلاده للاجئين السوريين، فواسى الثكالى والأيامى ، واحتضن أبنائهم، وداوى جرحاهم … في الوقت الذي تنصلت فيه الحكومات العربية عن هذا الدور ؟
بغال الطاعة تخرج من حظيرتها صباحًا للمرعى وتعود مساءً وتُغلق عليها باب الحظيرة ومع ذلك تجدها تتهكم وتناصب أردوغان العداء وفمها لا يتوقف عن الاجترار ، بينما السوري المستضعف الذي يسحب معاناته الثقيلة خلفه هربًا من النظام وأعوانه من حزب اللات والحرس الثوري الإيراني تجده يطرق الأبواب طلبًا للنجاة فيجد الباب التركي أول باب يفتح على مصراعيه له ولأبنائه ! … فيا بغال الطاعة العربية ، إن كنتم تعيشون النعيم في حظائركم ، فلا تحسدوا اللاجئ السوري الذي وجد الأمان في تركيا ، ولا تستعدوا عليه الأتراك … فإن كانت الغيرة والحقد يمزق قلوبكم ناحية أردوغان، فحثوا حكوماتكم على نصرة الشعب السوري ضد النظام النصيري، فهم أولى من أردوغان لأنهم أبناء عمومتهم، أو اجلسوا في حظائركم كباقي الدواب التي تجتر العلف ليل نهار.
@ibn_khumyyes