كتاب سبر

دلو صباحي
غريب في وطني؟!!

ربما تصحو فجأة فتجد نفسك في مكان غريب ليس بمكانك الذي عهدت.. فلا هذه هي الشمس التي اعتدت ولا هذا هو الهواء الذي كنت تستنشقه كل صباح.. وليست هذه رائحة الحياة التي كنت تفخر بها وتفرح بوجودك فيها.
عندما تصحو وتجد نفسك غريبا في وطن هجرته طيور الحرية وسكنته خفافيش الظلام لابد أنك تفزع.. وتتساءل أين ذهبت تلك الطيور ومتى تعود وكيف؟؟ وتتساءل أيضا من أتي بهذه الكائنات الغريبة والخفافيش العاشقة للظلمة ومتى ترحل؟؟
تتساءل كيف تتم محاسبة الناس ومعاقبتهم على رأي ليس فيه مخالفة أو كلمة لم تجرح أحدا أو تتعدى عليه وإنما فقط تذكر حقائق ووقائع مثبته؟ فتتوارى إلى ذهنك أسئلة أكثر وتمر أمامك علامات استفهام أكثر وأكثر أبرزها هل سقف الحرية انخفض فعلا؟ وهل ضاقت مساحة التعبير عن الرأي؟؟ أم أنني مازلت في غفوة ولحظة قيلولة عابرة؟؟  
ماذا يمكن أن تفعل عندما تجد النطيحة والمتردية يمسكون بالشعلة ويتصدرون المشهد؟ وماذا عندما تجد المدعين وقد شرعوا في الطبل والزمر بينما المخلصين قد تواروا عن الانظار وسكنوا بيوتهم درءا للفتنة والمشاركة فيها.
إنه زمن مختلف تجد نفسك فيه فجأة.. ومكان مختلف وإن كان يحمل نفس المعالم وتعيشه نفس الوجوه.. ولكن بأقنعة مختلفة وألوان مختلفة وافكار مختلفة.. إنه عالم مختلف ووطن مختلف غير الوطن وبلد غير البلد.
مقلق جدا أن تجد نفسك في عزلة في وقت أنت فيه أغلبية.. وأن تجد الدخلاء والمحتالين والغرباء يضعون لك التشريعات ويفرضون عليك القوانين في بلدك التي هي بريئة منهم مهما مر الزمن واختلطت الانساب.
محزن جدا أن تكون غريبا في وطنك.. أن تعيش في أجواء تخيم عليها الصراعات والمؤامرات.. أن تجد العالم من حولك يتقدم ويتطور وأنت تسير للخلف بقوة وتصارع الأمواج من أجل الغرق لا النجاة.. ترى إلى متى يظل الإنسان في وطنه.. غريب؟!
بقلم/ عبدالله المسفر العدواني
almesfer@hotmail.com