كتاب سبر

دلو صباحي
من حكيم إلى حكيم

قليلون هم الزعماء المؤثرون بايجابية في حياتنا.. قليلون هم الحكام المحبوبون من كل فئات المجتمع.. قليلون هم العظماء الذين وإن رحلوا تظل سيرتهم العطرة تعطر الأنوف وتملأ السمع والبصر.. وخادم الحرمين الشريفين الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز غفر الله له واحد من هؤلاء دون مجاملة. 
الراحل الغالي وإن كانت فترة حكمة ليست بالطويلة قياسا بزعماء آخرين إلا أنها كانت فترة عصيبة مليئة بالأحداث المتوالية والخطر المحدق شرقا وغربا ورغم كل تلك الظروف استطاع أن يصل بالمملكة لبر الأمان بل وأن يكفي شر المنطقة الكثير من الويلات والاضطرابات.
انجازات الملك الراحل متعددة وكثيرة في المملكة على كافة المستويات الاقتصادية والتعليمية والصحية والإنسانية أيضا ففي عهده نستطيع القول أن المملكة عاشت فترة فارقة وتحققت فيها انجازات بارزة بدءا من مشروعات توسعة الحرمين الشريفين إلى بناء المدن الاقتصادية والتخطيط لبناء العديد من الجامعات والمستشفيات بتخصصات مختلفة منها ما هو للمرأة وما هو لذوي الإعاقة وما هو إنساني لحالات لم يفكر بها آخرون رغم صعوبتها ومأساتها كالتوأم السيامي الملتصق وغيرها الكثير.
ومازالت الكثير من المشروعات التي وضع حجر أساسها طور الإنشاء إلا أنها وبعد أن تنتهي ستنقل المملكة لمستوى جديد من الخدمات للمواطن والمقيم والزائر ولاشك أننا جميعا نلمس حجم التطور الحاصل عاما بعد عام أثناء زياراتنا للملكة السعودية الشقيقة.
ولله الحمد تظل المملكة مليئة بأهل الحكمة وأهل الإنسانية واهل الإنجاز.. فها هو الملك سلمان بن عبدالعزيز يحمل المسؤولية بعد رحيل أخوه لتصل البيعة إلى حكيم آخر كان حاملا لأسرار الحكماء السابقين له وكان مرجعية العائلة المالكة.. أتي ليقود الدفة مستندا على خبرته الكبيرة وانجازاته العديدة.
الملك سلمان والذي انتقل اليه الحكم بسلاسة وببساطة وفق نظام هيئة البيعة وهو النظام الحكيم الذي اتفق عليه أبناء العائلة.. هو حكيم تسلم من حكيم وإنسان تسلم من إنسان.. انجازاته تشهد عليها الرياض التي تولى أمرها لسنوات طويلة.. ويعرفه المقربين من العائلة ويعرفون آرائه ونصائحه التي كان يسديها عندما يتعقد الأمر ويصعب الحل.
الملك سلمان حامل مفاتيح أسرار المملكة لديه الخريطة في الداخل والخارج لذلك نتوقع بإذن الله أن يوفق في سياسته وأن يقدم الكثير من التطورات و الحلول وأن يعمل على أمن واستقرار المنطقة في هذه الفترة العصيبة وفقه الله لما يحبه ويرضاه.
رحم الله الملك عبدالله وأعان ووفق الملك سلمان وحفظ أهلنا في السعودية من كل مكروه وأدام علينا الأمن والآمان.. حكيم رحل وحكيم تولى المسؤولية وهكذا هي الدنيا لو دامت لغيرك ما اتصلت اليك.
almesfer@hotmail.com