كتاب سبر

دلو صباحي
رسالة إلى شباب الحراك؟

في المواقف الصعبة يظهر الرجال.. وأنصاف الرجال.. وأشباه الرجال.. في المواقف الصعبة تظهر المعادن.. ويظهر من هو الصادق ومن هو ذو الأقنعة.. ومن هو الذي يبيع الكلام ووقت الجد يهرب ويتوارى.. ولأن الرجال مواقف ومعادن فالتقييم يأتي وقت الأزمة والمحنة.
هنا اوجه حديثي لشباب الحراك من القلب للقلب دون مقدمات أو صف كلام أو تزيين فهؤلاء هم الأمل وهم من سيحمل الشعلة.. أو بالأحرى يحملها الآن بعدما توارت غالبية الغالبية وظهر معظمهم على حقيقته وقت الشدة حيث هؤلاء يسعون لمكاسب انتخابية لا مصلحة الوطن وتقويم المعوج.
والآن وبعد أن سجن ضمير الأمة مسلم البراك والذي لن أخوض في تاريخه أو قضية حبسه.. أصبح من السهل فرز الرجال من أشباههم.. ومن هو صاحب الحسبة الانتخابية من صاحب القضية المؤمن بالمبدأ والمتمسك بالموقف والواضح في الغاية والهدف.
في رسالتي لشباب الحراك اقول.. الآن وبعد سجن مسلم وتخاذل غالبية الغالبية بات عليكم مسؤولية قيادة المعارضة الحقيقية الساعية إلى مصلحة الوطن وإعلاء شأن المواطن.. المعارضة الواعية وليست المعارضة من أجل المعارضة ولا المعارضة من أجل الهدم ولا المعارضة من أجل المكاسب الشخصية.
اقول لكم يا شباب الحراك بات عليكم مسؤولية توحيد الصفوف وتحديد الأهداف والمطالبة بما يتفق مع المنطق والواقع والبعد عن الأحلام بعيدة المنال على الأقل في الوقت الحالي.. إلى أن تحققوا المطالب القريبة فتذهبون للبعيدة.
لقد جاء دوركم وأنتم لها.. وجاء وقت رد الدين لمعارض لم يخذلكم يوما على اختلاف توجهاتكم.. حانت الساعة للعمل من أجل الوطن بكل ما لديكم.. وأنتم الآن بلا مسلم وبلا أغلبية ذهبت غالبيتها لحصد المكاسب والبحث عن الغنائم.
اتوقع أن لا يخذل ضمير الشباب الحي ضميره.. وأتوقع أن تعود الحالة النشطة لأيام نهج والبرتقالي ونبيها خمس.. فالشباب هو القائد اليوم كما كان وقتها.. وعلينا أن نطالب بالإصلاح ونظل إلى أن تتحقق تلك المطالب.
هل انتهت المعارضة بحبس مسلم وتخاذل غالبية الغالبية؟ اتوقع لا.. فمسلم ليس فردا واحدا والأيام حبلى بمئة ألف مسلم اللهم بلغت اللهم فاشهد.