كتاب سبر

حزام واقي.. وناسف!

في المواقف الصعبة والشدائد تظهر المعادن والتوجهات والاجندات.. ولعل ما نعيشه اليوم من توتر في المنطقة شديد وحرب دائرة على مسافة قريبة من بلادنا.. هو خير الظروف التي تظهر معدن البشر وتجعلهم يفصحون عما بداخلهم بشكل تلقائي سريع قبل أن يستفيق العقل ويلجم اللسان.

عاصفة الحزم.. عنوان بارز اظهر بواطن الامور وخفايا الصدور.. فها هي المعارضة التي يقبع زعيمها ضمير الأمة داخل السجن تقف في صف الوطن وتناصر القرار الحكيم لسمو الأمير بضرورة المشاركة في عاصفة الحزم وبفاعلية.

هؤلاء المعارضة اتهموا سابقا من جوقة النفاق والتملق والكذب بانهم انقلابيون وانهم يدمرون البلد في حين كان هؤلاء لديهم قناعات ومطالب دستوريه عنوانها حب الوطن حتى وإن اختلف المنهج أو أخطأوا التصرف والتعبير لكنهم في النهاية كانت مقاصدهم الخير للوطن والمواطن وهذا يظهر لنا يوم بعد يوم.

اليوم سقطت ورقة التوت عن المنافقين وظهرت معادنهم وانتماءاتهم على حقيقتها.. وبدلا من أن يؤيدوا تلك الخطوة الموفقة والمهمة لمشاركة الكويت في عاصفة الحزم من أجل حماية الوطن نجدهم يعارضونها ويثيرون الفتن بكلمات قد يعتقد انها حق ولكنها برمتها باطل باطل باطل.

الحوثيون.. شر القرن.. وشرذمة البلاء التي لو لم تجد من يصدها لأكلت الأخضر واليابس ولكانوا متواجدين بيننا اليوم يفرضون اجنداتهم بالأسلحة والحرب كما فعلوا في اليمن الذي حولوه من سعيد الى حزين بائس.

للاسف هناك بيننا من يأتي الوطن في نهاية سلم أولوياته.. بعد المرجع والمذهب وبلد الانتماء الواقع على الشاطئ المقابل من خليجنا العربي.. للأسف هناك من استطاع أن يوهم أولي الأمر بأنهم سند وعون بينما هم شرذمة منافقين حاقدين يتحينون الفرصة للانقضاض على الوطن لتحقيق اطماعهم وطموحاتهم.

وفي المقابل هناك من كان يريد فعلا الخير.. لكن هذه الشرذمة استطاعت أن توهم البعض بأنهم انقلابيون طامعون في سلطة أو جاه.. والأن ظهرت الحقائق جليه مع عاصفة الحزم لتظهر لنا أن الأصيل اصيل والخائن خائن.. جاءت عاصفة الحزم لتعصف بالأقنعة وتسقطها وتبين الحقيقة المجردة.

في الكويت مواطنون من كل الطوائف والمذاهب يستحقون التحية والاحترام والتقدير لمساندتهم قرار القيادة السياسية بالمشاركة في عاصفة الحزم.. وليس هذا التقدير لهذا المواقف فقط ولكن لنظرتهم بعيدة المدى لأمن هذا الوطن.. ومع الأسف في الكويت مواطنون على ورق يتمتعون فقط بالجنسية من أجل الحصول على مكتسبات وهم في الاصل لا يستحقونها.

في الكويت مواطنون هم حزام واقعي للقيادة يساندونها من أجل الوطن دون النظر لمصالح آنية زائلة.. وفي المقابل مع الأسف هناك من هم حزام ناسف يتحينون الفرصة للتدمير والتفجير والتخريب.. ولهؤلاء وهؤلاء أقول.. الوطن هو كل شيء.. فهو الأهل والعرض والأرض.. وهو الباقي مهما طال الأمد.. لذلك علينا جميعا أن نعود إلى حضن هذا الوطن متناسين أي مذهب أو قبيلة أو طائفة.

عليكم أن تعودوا لحضن الوطن.. وأن تكون مواقفكم وآرائكم من أجل الوطن فقط.. فالولاء لغيره لن يفيدكم حتى على المستوى الشخصي الآني.. وإن كنتم لا تصدقونني فعودوا بالذاكرة إلى أيام الغزو العراقي لتعلموا كيف نحن بلا وطن.

ليت مواقفكم ونفوسكم تعود كما أيام الغزو.. كلنا كويتيون لا فرق.. كلنا للكويت.. والكويت لنا.

almesfer@hotmail.com