كتاب سبر

دلو صباحي
مصلحة.. لا مصالحة!!

 اعتذر من القراء الاعزاء انقطاعي عن الكتابة خلال الفترة الماضية وذلك بسبب سفري في رحلة علاج والحمد لله على كل حال.. فها أنا ذا أعود أليكم من جديد حاملا قلمي الذي أرجو من الله عز وجل أن يظل صوتا للحق ونبراسا للإصلاح والصلاح.

وإن كانت رحلة العلاج هذه طالت بعض الشيء إلا أنني في الحقيقة لم أغب عن الساحة الكويتية وإنما كنت اتابعها عن كثب في كل صغيرة وكبيرة.. فإن كان جسدي خارج الكويت إلا أنني تركت فيها قلبي وعقلي وروحي فهي الوطن الغالي والصدر الحاني والحبيبة الباقية بإذن الله مرفوعة الرأس على مر السنين والعهود.
 

وقد لفت انتباهي بشدة وانا خارج البلاد ما يدور حول حديث البعض عن المصالحة بين النظام والمعارضة أو بالاحرى ما يروج له بعض الطامحين من المنتمين للجسد الميت المسمى بالحراك ومن أجل مصالح شخصية ومحاولات لركوب الموجة والصعود على اكتاف الماضي الذي ولى وانتهى.
 
عن أي مصالحة يتحدث هؤلاء ورموز الحراك الشعبي تفككوا وتشتتوا وانسجنوا.. أي حراك هذا وأي معارضة وأغلبية بلا رموز ولا حتى جسد حي.. فالكل ذهب الى ما ذهب اليه ولم تعد إلا الذكريات المؤلمة.. ولم يعد هناك مجالا للمصالحة اصلا لأن أي مصالحة لابد وان تكون بين طرفين متكافئين أو على الأقل طرفين واضحين المعالم لكل منهما صفات وتوجهات وكيان حتى وإن كان هزيلا لكنه لا يكون ميتا تماما كحال الحراك.
 
عن أي مصالحة يتحدثون وهم ينتظرون أقرب نقطة للهروب والقفز من سفينة المعارضة للغوص في بحر النظام بحثا عن اللؤلؤ والمرجان.. وكل ما يهمهم فقط هو الجلوس الى الطاولة لينالوا شرف الجلوس الى من عليها.
 
عن أي مصالحة يتحدث رموز الاغلبية ونواب الاغلبية المنتهية الصلاحية.. الذين تواروا عن الانظار واختفوا لما حمى الوطيس ودمروا بانفسهم ذلك الحراك وشبابه وثبت الآن انهم كانوا مجرد رموز من ورق ومجرد حناجر بلا مواقف أو مباديء.
 
اعلنوها صريحة ياسادة.. إنها مصلحة وليست مصالحة.. ولكن ابشروا لن تتم لأنكم أضعفتم أنفسكم بأنفسكم بعدما قررتم عدم المصارحة وتسعون الآن لتغليف سعيكم للترشح لمجلس الأمة سواء كأعضاء حركة دستورية أو حتى سلف بما يعرف بالمصالحة.  
سؤال من قال لكم أن الشعب الكويتي ليس بذكي؟

بقلم/ عبدالله المسفر العدواني
almesfer@hotmail.com