كتاب سبر

دلو صباحي
تبقى الكويت عالية

نعم ذرفنا الدمع على شهداء مسجد الامام الصادق.. نعم استشهد اطفال أبرياء وآباء كل ذنبهم أنهم لبوا نداء المؤذن للصلاة.. وقفوا بين يدي الله.. واستشهدوا وهم ساجدين يسبحون ويشهدوا أن لا إله إلا الله.
ودعناهم في مشهد مهيب وجنازة لن تمحى من الذاكرة.. واحتشد اهل الكويت يستقبلون المعزين في أبنائهم وأشقائهم وآبائهم.. الذين قتلتهم يد الغدر الإرهابية المجرمة الخسيسة.. ولن يعوضنا عنهم كل دماء هؤلاء التكفيريين الذين لا دين لهم ولا يمكن وصفهم أبدا من بني البشر والانسانية.
أي دين هذا وأي مذهب هذا وأي إنسانية هذه التي تسمح للإنسان أن يقتل أخيه الإنسان لأي اختلاف في المعتقد أو المذهب أو الجنس أو اللون أو العنوان؟ أي إنسان هذا الذي يستحل إهدار الدم على هواه ووفقا لأراء الشيطان واتباعا لهواه.
.. الدمع يذرف والصوت يتحشرج.. والرأس لم يعد يتسع لهذا الصخب الإجرامي الذي يحدث في بلدنا ومن حولنا وفي كل بقاع الأرض.. وكأنما نحن في حلم بل كابوس مقيت لن ينتهي إلا بلطف الله ومن ثم بتماسك وتعاضد هذا الشعب كعادته ضد أي معتد أثيم.
ودعناهم.. وأخذنا عزاهم.. ولكننا لن ننسى أبدا هؤلاء المجرمين الذين سنقتص منهم بإذن الله في القريب العاجل جدا.. ليعلموا أن أهل الكويت ليسوا بلقمة سائغة تمضغها أسنان التطرف وتلعقها يد الإرهاب المجرم.
اليوم وبعد أن أظهر أهل الكويت معدنهم الأصيل للمرة الألف.. وبعد أن ألتف جميع الكويتيين على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم حول قيادتهم السياسية.. وبعد أن احتضن السني أخاه الشيعي في مصابه الجلل.. أقول للإرهابي الذي حتما بإذن الله جزاءه جهنم وبئس المصيري ومن اتبعه ومن ساعده ومن أيده.. لقد اسديت لنا معروفا.. وجعلتنا نزداد لحمة.. وبينت جليا للعيان كيف أن شعب الكويت متماسك ومترابط.
أقول للإرهابي ومن على شاكلته.. لقد استعصت الكويت وشعبها على الغازي من قبل.. وها هي تستعصي على الإرهابي اليوم.. فمت ألف مرة ولن تنال إلا الخسران والحسرة.. ولا شك أن أتباعك ومن حرضك وساعدك اليوم في حسرة وهم يشاهدون نتيجة عكسية لما يخططون له من فرقة بين أهل الكويت.
وأقول لمن هم لاعبون على الساحة السياسية الكويتية لقد شاهدتم بأنفسكم مدى لحمة أهل الكويت فلا تلعبوا على الوتر الطائفي بغية مصالح انتخابية.. وإنما ضعوا الكويت نصب أعينكم بكل طوائفها فهي الباقية وهذا الشعب باق وأنتم زائلون مهما طال بكم العمر.. فكونوا بحق كويتيون.
وأقول لأهل الكويت الأوفياء الذين يعجز القلم عن وصف مواقفهم.. لقد كنتم وستظلون بإذن الله مترابطين متماسكين تضربون أروع الأمثلة الحية في التضحية وفي الوحدة الوطنية فعلا لا قولا.
اقول للكويت.. حفظك الله من شر كل باغي ومعتدي.. وسلمت وسلم أهلك الطيبين.. وأقول لأهالي الشهداء عظم الله أجركم وأجرنا في مصابنا الجلل.. وأنتم فوق الرأس ودماء ذويكم هي دماء ذوينا.. وما آلمكم آلمنا.
وأقول للشهداء إلى جنة الخلد بإذن الله.. يا من فقدتم حياتكم وأنتم صائمون في الشهر المبارك.. ساجدون بين يدي الله وفي بيت الله تذكرون الله.. هنيئا لكم الشهادة.. ورحمكم الله بواسع رحمته ومغفرته.
و أقول لوالدنا سمو الأمير.. كفو والله يا يوناصر.. كنت أول الحاضرين للمكان ولم تبالي بخطورة المكان رغم التحذيرات الامنيه وكان ردك إنسانيا كويتيا حاسما.. “هذول عيالي”.. ضربت نموذجا للحاكم الذي لا يخشى على حياته فداءا لشعبه.. عظم الله أجرك يابوناصر وأجرنا وأجر الكويت واخيرا نقولها بصوت مدوي ( تبقى الكويت عالية)