كتاب سبر

دلو صباحي
المصالحة المشروطة !!

قبل يومين طلت علينا كتلة الأغلبية المنتهية الصلاحية ببيان يفهم منه قبولهم المصالحة مع السلطة للعودة إلى الحياة السياسية والمشاركة.. وكالعادة في الفترة الأخيرة تفقد هذه الكتلة أي مصداقية أو حصافة أو منطق في تفكيرها أو الحفاظ على المبادئ التي كانت. 
كلام كتلة الأغلبية مأخوذ خيره والجميع يعلم ذلك.. وهذا قلناه من قبل وقاله غيرنا ونقوله ونكرره مرارا وتكررا مع تكرار الكتلة لاطلاق الشعارات الجوفاء ومحاولاتها خداع المواطن الذي لا تنطلي عليه مثل هذه النداءات التي تطلقها وهي في رمقها الأخير.
كتلة الأغلبية توهمنا بأنها تطرح مصالحة مشروطة.. مصالحة مع الدستور.. وهي تستحي أن تقولها صراحة أنها مصالحة المصلحة لأنها تعلم تماما أنها الحلقة الأضعف وأنها  ليست من سيضع الشروط وإنما الطرف الأقوى هو الذي يضع شروطه وعلى الأضعف ان يقبل صاغرا شروط الأقوى.
الأغلبية المهترئة تعلم أن مبادئها وما كانت تنادي به سابقا لم يعد له وجود.. وأنها الآن لن تستطيع أن تتمسك بمبادئها التي كانت تفرضها.. وتعلم أن تلك الشعارات التي كانت تطلقها ذهبت أدراج الرياح.. فلم يعد وجود لرئيس شعبي ولا حكومة منتخبة ولا حتى عودة عن الصوت الواحد في الانتخابات البرلمانية.. وهي تعلم تمام العلم أنها ستوقع على المصالحة غصب عليها وترضخ لهذه المصالحة مع السلطة وفق رؤية السلطة لا رؤيتها.
الأغلبية الضائعة تعلم تماما انها ستدخل المصالحة خالية الوفاض من أي طرح أو شرط أو اقتراح وأنها ستذهب للقول (كله تمام يا فندم) ولكنها تريد خداعنا بتغليف المصالحة بجمل وعبارات رنانة وكلمات لها رنين في الأذن كالدستور وما شابه من هذه الكلمات الكبيرة التي لا تضعها في الحسبان من الأساس.
ما نفهمه وما نتوقعه أن الأغلبية ذاهبة للمصالحة من أجل المشاركة في الانتخابات البرلمانية والرضوخ والرضا بالصوت الواحد لأنها في النهاية تريد المصلحة الخاصة للمنتمين إليها ليس أكثر.. فهم تخلوا عن المبدأ وظلت المصلحة هي الأساس الذي يحكمهم.
على أعضاء كتلة الأغلبية التي سقطت أن لا يحاولون خداع المواطن ويعلنوها صراحة بأنهم انصرفوا للبحث عن مصلحتهم الشخصية.. هذا إذا ما أرادوا الاحتفاظ بما بقي لهم من الاحترام.. إن كان بالفعل مازال جزء منه موجود حتى الآن.
almesfer@hotmail.com